نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 15 صفحه : 154
خوفهم أمنا إيراثهم الأرض كما أورثها الله الأمم الذين كانوا قبلهم أو
استخلاف الخلفاء بعد النبي صلىاللهعليهوآله على اختلاف التقرير وتمكين الإسلام وانهزام أعداء الدين
وقد أنجز الله وعده بما نصر الإسلام والمسلمين بعد الرحلة ففتحوا الأمصار وسخروا
الأقطار.
وعلى القولين
الآية من ملاحم القرآن حيث أخبر بأمر قبل أوان تحققه ولم يكن مرجوا ذلك يومئذ.
وقيل إنها في
المهدي الموعود عليهالسلام الذي تواترت الأخبار على أنه سيظهر فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما
وجورا وأن المراد بالذين آمنوا وعملوا الصالحات النبي صلىاللهعليهوآله والأئمة من أهل بيته عليهالسلام.
والذي يعطيه
سياق الآية الكريمة على ما تقدم من البحث بالتحرز عن المسامحات التي ربما يرتكبها
المفسرون في تفسير الآيات هو أن الوعد لبعض الأمة لا لجميعها ولا لأشخاص خاصة منهم
وهم الذين آمنوا منهم وعملوا الصالحات فالآية نص في ذلك ولا قرينة من لفظ أو عقل
يدل على كونهم هم الصحابة أو النبي وأئمة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام ولا على
أن المراد بالذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات جميع الأمة وإنما صرف الوعد إلى
طائفة خاصة منهم تشريفا لهم أو لمزيد العناية بهم فهذا كله تحكم من غير وجه.
والمراد
باستخلافهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم عقد مجتمع مؤمن صالح منهم يرثون
الأرض كما ورثها الذين من قبلهم من الأمم الماضين أولي القوة والشوكة وهذا
الاستخلاف قائم بمجتمعهم الصالح من دون أن يختص به أشخاص منهم كما كان كذلك في
الذين من قبلهم وأما إرادة الخلافة الإلهية بمعنى الولاية على المجتمع كما كان
لداود وسليمان ويوسف عليهالسلام وهي السلطنة الإلهية فمن المستبعد أن يعبر عن أنبيائه
الكرام بلفظ ( الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) وقد وقعت هذه اللفظة أو ما بمعناها في أكثر من خمسين
موضعا من كلامه تعالى ولم يقصد ولا في واحد منها الأنبياء الماضون مع كثرة ورود
ذكرهم في القرآن نعم ذكرهم الله بلفظ ( رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ ) أو ( رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي ) أو نحوها بالإضافة إلى الضمير الراجع إلى النبي صلىاللهعليهوآله.
والمراد بتمكين
دينهم الذي ارتضى لهم كما مر ثبات الدين على ساقه بحيث لا
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 15 صفحه : 154