responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 15  صفحه : 149

ظاهره تقواه ومن يطع الله ورسوله فيما قضي عليه ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون ، والفوز هو الفلاح.

وتشمل الآية الداعي إلى حكم الله ورسوله من المتنازعين كما يشمل المدعو منهما إذا أجاب بالسمع والطاعة ففيها زيادة على تعليل حكم الآية السابقة تعميم الوعد الحسن للداعي والمدعو جميعا.

قوله تعالى : « وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لا تُقْسِمُوا طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ » إلى آخر الآية الجهد الطاقة ، والتقدير في قوله : « أَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ » أقسموا بالله مبلغ جهدهم في أيمانهم والمراد أقسموا بأغلظ أيمانهم.

والظاهر أن المراد بقوله : « لَيَخْرُجُنَ » الخروج إلى الجهاد على ما وقع في عدة من الآيات كقوله : « وَلَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلكِنْ كَرِهَ اللهُ انْبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقاعِدِينَ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالاً » التوبة : ٤٧.

وقوله : « قُلْ لا تُقْسِمُوا » نهي عن الإقسام ، وقوله : « طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ » خبر لمبتدإ محذوف هو الضمير الراجع إلى الخروج والجملة في مقام التعليل للنهي عن الإقسام ولذا جيء بالفصل ، وقوله : « إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ » من تمام التعليل.

ومعنى الآية : وأقسموا بالله بأغلظ أيمانهم لئن أمرتهم بالخروج إلى الجهاد ليخرجن قل لهم : لا تقسموا فالخروج إلى الجهاد طاعة معروفة من الدين ـ وهو واجب لا حاجة إلى إيجابه بيمين مغلظ ـ وإن تكونوا تقسمون لأجل أن ترضوا الله ورسوله بذلك فالله خبير بما تعملون لا يغره إغلاظكم في الإيمان.

وقيل : المراد بالخروج خروجهم من ديارهم وأموالهم لو حكم الرسول بذلك ، وقوله : « طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ » مبتدأ لخبر محذوف ، والتقدير : طاعة معروفة للنبي خير من إقسامكم ، ومعنى الآية : وأقسموا بالله بأغلظ الأيمان لئن أمرتهم وحكمت عليهم في منازعاتهم بالخروج من ديارهم وأموالهم ليخرجن منها قل لهم : لا تقسموا لأن طاعة حسنة منكم للنبي خير من إقسامكم بالله والله خبير بما تعملون.

وفيه أن هذا المعنى وإن كان يؤكد اتصال الآية بما قبلها بخلاف المعنى السابق لكنه لا يلائم التصريح السابق بردهم الدعوة إلى الله ورسوله ليحكم بينهم لأنهم إذ كانوا

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 15  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست