نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 14 صفحه : 8
وقد قدم قوله :
« رَبِّ » للاسترحام في مفتتح الدعاء ، والتأكيد بإن للدلالة على
تحققه بالحاجة ، والوهن هو الضعف ونقصان القوة وقد نسبه إلى العظم لأنه الدعامة
التي يعتمد عليها البدن في حركته وسكونه ، ولم يقل : العظام مني ولا عظمي للدلالة
على الجنس وليأتي بالتفصيل بعد الإجمال.
وقوله : « وَاشْتَعَلَ
الرَّأْسُ شَيْباً » الاشتعال انتشار شواظ النار ولهيبها في الشيء المحترق قال في
المجمع ، : وقوله : «
وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً » من أحسن الاستعارات والمعنى اشتعل الشيب في الرأس
وانتشر ، كما ينتشر شعاع النار ، وكان المراد بالشعاع الشواظ واللهيب.
وقوله : « وَلَمْ أَكُنْ
بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا » الشقاوة خلاف السعادة ، وكان المراد بها الحرمان من الخير وهو لازم
الشقاوة أو هو هي ، وقوله : «
بِدُعائِكَ » متعلق بالشقي والباء فيه للسببية أو بمعنى في والمعنى وكنت سعيدا بسبب
دعائي إياك كلما دعوتك استجبت لي من غير أن تشقيني وتحرمني ، أو لم أكن محروما
خائبا في دعائي إياك عودتني الإجابة إذا دعوتك والتقبل إذا سألتك ، والدعاء على أي
حال مصدر مضاف إلى المفعول.
وقيل : إن « بِدُعائِكَ » مصدر مضاف إلى الفاعل ، والمعنى لم أكن بدعوتك إياي
إلى العبودية والطاعة شقيا متمردا غير مطيع بل عابدا لك مخلصا في طاعتك والمعنى
الأول أظهر.
وفي تكرار قوله
: « رَبِّ » ووضعه متخللا بين اسم كان وخبره في قوله : « وَلَمْ أَكُنْ
بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا » من البلاغة ما لا يقدر بقدر ، ونظيره قوله : « وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ».
قوله
تعالى : « وَإِنِّي خِفْتُ
الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً » تتمة التمهيد الذي قدمه لدعائه ، والمراد بالموالي
العمومة وبنو العم ، وقيل : الكلالة وقيل : العصبة ، وقيل : بنو العم فحسب ، وقيل
: الورثة ، وكيف كان فهم غير الأولاد من صلب والمراد خفت فعل الموالي من ورائي أي
بعد موتي وكان عليهالسلام يخاف أن يموت بلا عقب من نسله فيرثوه ، وهو كناية عن
خوفه أن يموت بلا عقب.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 14 صفحه : 8