نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 14 صفحه : 69
مَكاناً
عَلِيًّا » ـ أن الله
غضب على ملك من الملائكة فقطع جناحه ـ وألقاه في جزيرة من جزائر البحر فبقي هناك
ما شاء الله ، فلما بعث الله إدريس جاءه ذلك الملك ـ وسأله أن يدعو الله أن يرضى
عنه ويرد إليه جناحه ، فدعا له إدريس فرد الله جناحه إليه ورضي عنه.
قال الملك
لإدريس : ألك حاجة؟ قال : نعم أحب أن ترفعني إلى السماء حتى أنظر إلى ملك الموت ـ
فلا عيش لي مع ذكره ، فأخذه الملك على جناحه حتى انتهى به إلى السماء الرابعة ـ
فإذا هو بملك الموت يحرك رأسه تعجبا ، فسلم عليه إدريس وقال له : ما لك تحرك رأسك؟
قال : إن رب العزة أمرني أن أقبض روحك بين السماء الرابعة والخامسة. فقلت : يا رب
كيف يكون هذا وبيني وبينه أربع سماوات ـ وغلظ كل سماء مسيرة خمسمائة عام ـ وبين كل
سماءين مسيرة خمسمائة عام؟ ثم قبض روحه بين السماء الرابعة والخامسة وهو قوله
تعالى : «
وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا ».
روى الحديث علي
بن إبراهيم القمي في تفسيره ، عن أبيه عن ابن أبي عمير عمن حدثه عن أبي عبد الله عليهالسلام : ، وروى ما في معناه في الكافي ، عن علي بن إبراهيم عن
أبيه عن عمرو بن عثمان عن مفضل بن صالح عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآله.
والروايتان على
ما بهما وخاصة في الثانية [١] منهما من ضعف السند لا معول عليهما لمخالفتهما ظاهر
الكتاب لنصه على عصمة الملائكة ونزاهتهم عن الذنب والخطيئة.
وروى الثعلبي
في العرائس ، عن ابن عباس وغيره ما ملخصه" : أن إدريس سار ذات يوم فأصابه وهج
الشمس فقال : إني مشيت في الشمس يوما فتأذيت ـ فكيف بمن يحملها مسيرة خمسمائة عام
في يوم واحد! اللهم خفف عنه ثقلها واحمل عنه حرها ، فاستجاب الله له فأحس الملك
الذي يحملها بذلك ـ فسأل الله في ذلك فأخبره بما كان من دعاء إدريس واستجابته ـ
فسأله تعالى أن يجمع بينه وبين إدريس ـ ويجعل بينهما خلة فأذن له.