responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 14  صفحه : 344

غير موجب.

وأضعف منه قول من قال : إن المعنى كتب على هذا الذي يجادل في الله بغير علم أنه من تولاه فإنه يضله ـ بإرجاع الضمائر إلى الموصول في «مَنْ يُجادِلُ » ـ وهو كما ترى.

ويظهر من الآية أن القضاء على إبليس قضاء على قبيله وذريته وأعوانه ، وأن إضلالهم وهدايتهم إلى عذاب السعير وبالجملة فعلهم فعله ، ولا يخفى ما في الجمع بين يضله ويهديه في الآية من اللطف.

قوله تعالى : « يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ـ إلى قوله ـ شَيْئاً » المراد بالبعث إحياء الموتى والرجوع إلى الله سبحانه وهو ظاهر ، والعلقة القطعة من الدم الجامد ، والمضغة القطعة من اللحم الممضوغة والمخلقة على ما قيل ـ تامة الخلقة وغير المخلقة غير تامتها وينطبق على تصوير الجنين الملازم لنفخ الروح فيه ، وعليه ينطبق القول بأن المراد بالتخليق التصوير.

وقوله : « لِنُبَيِّنَ لَكُمْ » ظاهر السياق أن المراد لنبين لكم أن البعث ممكن ونزيل الريب عنكم فإن مشاهدة الانتقال من التراب الميت إلى النطفة ثم إلى العلقة ثم إلى المضغة ثم إلى الإنسان الحي لا تدع ريبا في إمكان تلبس الميت بالحياة ولذلك وضع قوله : « لِنُبَيِّنَ لَكُمْ » في هذا الموضع ولم يؤخر إلى آخر الآية.

وقوله : « وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى » وأي ونقر فيها ما نشاء من الأجنة ولا نسقطه إلى تمام مدة الحمل ( ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ) ، قال في المجمع : أي نخرجكم من بطون أمهاتكم وأنتم أطفال ، والطفل الصغير من الناس ، وإنما وحد والمراد به الجمع لأنه مصدر كقولهم : رجل عدل ورجال عدل ، وقيل : أراد ثم نخرج كل واحد منكم طفلا. انتهى ، والمراد ببلوغ الأشد حال اشتداد الأعضاء والقوى.

وقوله : « وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ » المقابلة بين الجملتين تدل على تقيد الأولى بما يميزها من الثانية والتقدير ومنكم من يتوفى من قبل أن يرد إلى أرذل العمر ، والمراد بأرذل العمر أحقره وأهونه وينطبق على حال الهرم فإنه أرذل الحياة إذا قيس إلى ما قبله.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 14  صفحه : 344
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست