نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 14 صفحه : 331
المشير إلى تفصيل حال المختلفين في أمر الدين من حيث الجزاء الأخروي وتكون
هذه الآية مشيرة إلى تفصيلها من حيث الجزاء الدنيوي ، ويكون المحصل أنا أمرناهم
بدين واحد لكنهم تقطعوا واختلفوا فاختلف مجازاتنا لهم أما في الآخرة فللمؤمنين سعي
مشكور وعمل مكتوب وللكافرين خلاف ذلك ، وأما في الدنيا فللصالحين وراثة الأرض
بخلاف غيرهم.
قوله
تعالى : « إِنَّ فِي هذا
لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ » البلاغ هو الكفاية ، وأيضا ما به بلوغ البغية ، وأيضا نفس
البلوغ ، ومعنى الآية مستقيم على كل من المعاني الثلاثة ، والإشارة بهذا إلى ما
بين في السورة من المعارف.
والمعنى : أن
فيما بيناه في السورة أن الرب واحد لا رب غيره يجب أن يعبد من طريق النبوة ويستعد بذلك
ليوم الحساب ، وأن جزاء المؤمنين كذا وكذا وجزاء الكافرين كيت وكيت ـ كفاية لقوم
عابدين إن أخذوه وعملوا به كفاهم وبلغوا بذلك بغيتهم.
قوله
تعالى : « وَما أَرْسَلْناكَ
إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ » أي أنك رحمة مرسلة إلى الجماعات البشرية كلهم ـ
والدليل عليه الجمع المحلى باللام ـ وذلك مقتضى عموم الرسالة.
وهو صلىاللهعليهوآله رحمة لأهل الدنيا من جهة إتيانه بدين في الأخذ به سعادة
أهل الدنيا في دنياهم وأخراهم.
وهو صلىاللهعليهوآله رحمة لأهل الدنيا من حيث الآثار الحسنة التي سرت من
قيامه بالدعوة الحقة في مجتمعاتهم مما يظهر ظهورا بالغا بقياس الحياة العامة
البشرية اليوم إلى ما قبل بعثته صلىاللهعليهوآله وتطبيق إحدى الحياتين على الأخرى.
قوله
تعالى : « قُلْ إِنَّما يُوحى
إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ » أي إن الذي يوحى إلي من الدين ليس إلا التوحيد وما
يتفرع عليه وينحل إليه سواء كان عقيدة أو حكما والدليل على هذا الذي ذكرنا ورود
الحصر على الحصر وظهوره في الحصر الحقيقي.
قوله
تعالى : « فَإِنْ تَوَلَّوْا
فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ » الإيذان ـ كما قيل ـ إفعال من الإذن وهو العلم بالإجازة في شيء وترخيصه ثم تجوز به
عن مطلق العلم واشتق منه
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 14 صفحه : 331