نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 14 صفحه : 31
فجاء إلى جميع
الكورة المحيطة بالأردن ـ يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا. كما هو مكتوب في
سفر أقوال أشعيا النبي القائل « صوت خارج في البرية أعدوا طريق الرب ـ اصنعوا سبله
مستقيمة ، كل واد يمتلئ وكل جبل وأكمة ينخفض ـ وتصير المعوجات مستقيمة والشعاب
طرقا سهلة ـ ويبصر كل بشر خلاص الله.
وكان يقول
للجموع الذين خرجوا ليعمدوا منه ـ يا أولاد الأفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب
الآتي ـ فاصنعوا أثمارا تليق بالتوبة ـ ولا تبتدءوا تقولون في أنفسكم لنا إبراهيم
أبا ـ لأني أقول لكم ـ إن الله قادر على أن يقيم من هذه الحجارة أولادا لإبراهيم ـ
والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجر ـ فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في
النار.
وسأله الجموع
قائلين فما ذا نفعل. فأجاب وقال لهم من له ثوبان فليعط من ليس له ـ ومن له طعام
فليفعل هكذا. وجاء عشارون أيضا ليعمدوا ـ فقالوا له يا معلم ما ذا نفعل ـ فقال لهم
لا تستوفوا أكثر مما فرض لكم. وسأله جنديون أيضا قائلين وما ذا نفعل نحن ، فقال
لهم لا تظلموا أحدا ـ ولا تشوا بأحد واكتفوا بعلائقكم.
وإذ كان الشعب
ينتظر ـ والجميع يفكرون في قلوبهم عن يوحنا لعله المسيح ـ أجاب يوحنا الجميع قائلا
أنا أعمدكم بماء ـ ولكن يأتي من هو أقوى مني ـ الذي لست أهلا أن أحل سيور حذائه هو
ـ سيعمدكم بروح القدس ونار الذي رفشه في يده ـ وسينقي بيدره ويجمع القمح إلى مخزنة
ـ وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ ـ وبأشياء أخر كثيرة كان يعظ الشعب ويبشرهم.
أما هيردوس
رئيس الربع ـ فإذا توبخ منه لسبب هيروديا امرأة فيلبس أخيه ـ ولسبب جميع الشرور
التي كان هيرودس يفعلها ـ زاد هذا أيضا على الجميع أنه حبس يوحنا في السجن. ولما
اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع أيضا. [١]
وفيه : أن
هيرودس نفسه كان قد أرسل وأمسك يوحنا ـ وأوثقه في السجن من أجل هيروديا امرأة
فيلبس أخيه ـ إذ كان قد تزوج بها. لأن يوحنا كان يقول لهيرودس ـ لا يحل أن تكون لك
امرأة أخيك. فحنقت هيروديا عليه وأرادت أن