من تتمة الكلام
حول النبوة يذكر فيها بعض ما قاله المشركون في النبي صلىاللهعليهوآله كقولهم : سيموت فنتخلص منه ونستريح وقولهم استهزاء به :
( أَهذَا الَّذِي
يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ ) ، وقولهم استهزاء بالبعث والقيامة التي أنذروا بها : ( مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) وفيها جواب أقاويلهم وإنذار وتهديد لهم وتسلية للنبي صلىاللهعليهوآله.
قوله
تعالى : « وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ
مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ » يلوح من الآية أنهم كانوا يسلون أنفسهم بأن النبي صلىاللهعليهوآله سيموت فيتخلصون من دعوته وتنجو آلهتهم من طعنة كما حكى
ذلك عنهم في مثل قولهم : «
نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ » الطور : ٣٠ ، فأجاب عنه بأنا لم نجعل لبشر من قبلك
الخلد حتى يتوقع ذلك لك بل إنك ميت وإنهم ميتون ، ولا ينفعهم موتك شيئا فلا أنهم
يقبضون على الخلود بموتك ، فالجميع ميتون ، ولا أن حياتهم القصيرة المؤجلة تخلو من
الفتنة والامتحان الإلهي فلا يخلو منه إنسان في حياته الدنيا ، ولا أنهم خارجون
بالآخرة من سلطاننا بل إلينا يرجعون فنحاسبهم ونجزيهم بما عملوا.
وقوله : « أَفَإِنْ مِتَّ
فَهُمُ الْخالِدُونَ » ولم يقل : فهم خالدون والاستفهام للإنكار يفيد نفي قصر القلب كأنه قيل :
إن قولهم : نتربص به ريب المنون كلام من يرى لنفسه خلودا أنت مزاحمه فيه فلو مت
لذهب بالخلود وقبض عليه وعاش عيشة خالدة
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 14 صفحه : 284