responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 14  صفحه : 226

مَعِيشَةً ضَنْكاً » متعرضا لبيان حالهم في الدنيا وقوله : « وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى » لبيان حالهم في الآخرة والبرزخ من أذناب الدنيا.

وقيل : المراد بالمعيشة الضنك عذاب النار يوم القيامة ، وبقوله : « وَنَحْشُرُهُ » إلخ ، ما قبل دخول النار.

وفيه أن إطلاق قوله : « فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً » ثم تقييد قوله : « وَنَحْشُرُهُ » بيوم القيامة لا يلائمه وهو ظاهر.

نعم لو أخذ أول الآية مطلقا يشمل معيشة الدنيا والآخرة جميعا وآخرها لتقيده بيوم القيامة مختصا بالآخرة كان له وجه.

وقوله : « وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى » أي بحيث لا يهتدي إلى ما فيه سعادته وهو الجنة والدليل على ذلك ما يأتي في الآيتين التاليتين.

قوله تعالى : « قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً » يسبق إلى الذهن أن عمى يوم القيامة يتعلق ببصر الحس فإن الذي يسأل عنه هو ذهاب البصر الذي كان له في الدنيا وهو بصر الحس دون بصر القلب الذي هو البصيرة ، فيشكل عليه ظاهر ما دل على أن المجرمين يبصرون يوم القيامة أهوال اليوم وآيات العظمة والقهر كقوله تعالى : « إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا » الم السجدة : ١٢ ، وقوله : « اقْرَأْ كِتابَكَ » الإسراء : ١٤ ، ولذلك ذكر بعضهم أنهم يحشرون أولا مبصرين ثم يعمون ، وبعضهم أنهم يحشرون مبصرين ثم عميا ثم مبصرين.

وهذا قياس أمور الآخرة وأحوالها بما لها من نظير في الدنيا وهو قياس مع الفارق فإن من الظاهر المسلم من الكتاب والسنة أن النظام الحاكم في الآخرة غير النظام الحاكم في الدنيا الذي نألفه من الطبيعة وكون البصير مبصرا لكل مبصر والأعمى غير مدرك لكل ما من شأنه أن يرى كما هو المشهود في النظام الدنيوي لا دليل على عمومه للنظام الأخروي فمن الجائز أن يتبعض الأمر هناك فيكون المجرم أعمى لا يبصر ما فيه سعادة حياته وفلاحه وفوزه بالكرامة وهو يشاهد ما يتم به الحجة عليه وما يفزعه من أهوال القيامة وما يشتد به العذاب عليه من النار وغيرها ، قال تعالى :« إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ » المطففين : ١٥.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 14  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست