responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 14  صفحه : 213

قوله تعالى : « وَقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً » بيان لجزائهم أما قوله : « وَقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً » فالمراد بهم المجرمون غير المؤمنين فلهم الخيبة بسوء الجزاء لا كل من حمل ظلما ما أي ظلم كان من مؤمن أو كافر فإن المؤمن لا يخيب يومئذ بالشفاعة.

ولو كان المراد العموم وأن كل من حمل ظلما ما فهو خائب فالمراد بالخيبة الخيبة من السعادة التي يضادها ذلك الظلم دون الخيبة من السعادة مطلقا.

وأما قوله : « وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ » إلخ فهو بيان استطرادي لحال المؤمنين الصلحاء جيء به لاستيفاء الأقسام وتتميم القول في الفريقين الصلحاء والمجرمين ، وقد قيد العمل الصالح بالإيمان لأن الكفر يحبط العمل الصالح بمقتضى آيات الحبط ، والهضم هو النقص ، ومعنى الآية ظاهر.

وقد تم باختتام هذه الآية بيان إجمال ما يجري عليهم يوم الجزاء من حين يبعثون إلى أن يجزوا بأعمالهم فقد ذكر إحضارهم بقوله : « يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ » أولا ثم حشرهم وقرب ذلك منهم حتى أنه يرى أمثلهم طريقة أنهم لبثوا في الأرض يوما واحدا بقوله : « يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ » إلخ ثانيا. ثم تسطيح الأرض لاجتماعهم عليها بقوله : « وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ » إلخ ، ثالثا. ثم طاعتهم واتباعهم الداعي للحضور بقوله :« يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ » إلخ ، رابعا. ثم عدم تأثير الشفاعة لإسقاط الجزاء بقوله : « يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ » إلخ خامسا. ثم إحاطة علمهم بحالهم من غير عكس وهي مقدمة للحساب والجزاء بقوله : « يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ » إلخ سادسا. ثم سلطانه عليهم وذلتهم عنده ونفوذ حكمه فيهم بقوله : « وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ » سابعا. ثم الجزاء بقوله : « وَقَدْ خابَ » إلخ ثامنا ، وبهذا يظهر وجه ترتب الآيات وذكر ما ذكر فيها.

قوله تعالى : « وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً » ظاهر سياقها أن الإشارة بكذلك إلى خصوصيات بيان الآيات ، و « قُرْآناً عَرَبِيًّا » حال من الضمير في « أَنْزَلْناهُ » والتصريف ، هو التحويل من حال إلى حال ، والمعنى وعلى ذلك النحو من البيان المعجز أنزلنا الكتاب والحال أنه قرآن مقرو عربي وأتينا فيه ببعض ما أوعدناهم في صورة بعد صورة.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 14  صفحه : 213
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست