نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 14 صفحه : 193
قوله
تعالى : « أَفَلا يَرَوْنَ
أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً » توبيخ لهم حيث عبدوه وهم يرون أنه لا يرجع قولا بأن
يستجيب لمن يدعوه ، ولا يملك لهم ضرا فيدفعه عنهم ولا نفعا بأن يجلبه ويوصله إليهم
، ومن ضروريات عقولهم أن الرب يجب أن يستجيب لمن دعاه لدفع ضر أو لجلب نفع وأن
يملك الضر والنفع لمربوبه.
قوله
تعالى : « وَلَقَدْ قالَ لَهُمْ
هارُونُ مِنْ قَبْلُ يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ
الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي » تأكيد لتوبيخهم وزيادة تقرير لجرمهم ، والمعنى : أنهم
مضافا إلى عدم تذكرهم بما تذكرهم به ضرورة عقولهم وعدم انتهائهم عن عبادة العجل
إلى البصر والعقل لم يعتنوا بما قرعهم من طريق السمع أيضا ، فلقد قال لهم نبيهم
هارون إنه فتنة فتنوا به وإن ربهم الرحمن عز اسمه وإن من الواجب عليهم أن يتبعوه
ويطيعوا أمره.
فردوا على
هارون قائلين : لن نبرح ولن نزال عليه عاكفين أي ملازمين لعبادته حتى يرجع إلينا
موسى فنرى ما ذا يقول فيه وما ذا يأمرنا به.
قوله
تعالى : « قالَ يا هارُونُ ما
مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي » رجع عليهالسلام بعد تكليم القوم في أمر العجل إلى تكليم أخيه هارون إذ
هو أحد المسئولين الثلاثة في هذه المحنة استخلفه عليهم وأوصاه حين كان يوادعه
قائلا : «
اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ».
وكأن قوله : « مَنَعَكَ » مضمن معنى دعاك أي ما دعاك ، إلى أن لا تتبعن مانعا لك
عن الاتباع أو ما منعك داعيا لك إلى عدم اتباعي فهو نظير قوله : « قالَ ما مَنَعَكَ
أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ
» الأعراف : ١٢.
والمعنى : قال
موسى معاتبا لهارون : ما منعك عن اتباع طريقتي وهو منعهم عن الضلال والشدة في جنب
الله أفعصيت أمري أن تتبعني ولا تتبع سبيل المفسدين؟.
قوله
تعالى : «قالَ يَا بْنَ أُمَّ
لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي » إلخ ، « يَا بْنَ أُمَّ » أصله يا بن أمي وهي كلمة استرحام واسترآف قالها لإسكات
غضب موسى ، ويظهر من قوله :
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 14 صفحه : 193