responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 14  صفحه : 177

إلى آخر الآية التالية ، الحبال جمع حبل والعصي جمع عصا ، وقد كان السحرة استعملوها ليصوروا بها في أعين الناس حيات وثعابين أمثال ما كان يظهر من عصا موسى عليه‌السلام.

وهنا حذف وإيجاز كأنه قيل فأتوا الموعد وقد حضره موسى فقيل فما فعلوا؟ فقيل : « قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ ـ أي عصاك ـ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى » وهذا تخيير منهم لموسى بين أن يبدأ بالإلقاء أو يصبر حتى يلقوا ثم يأتي بما يأتي« قالَ موسى : بَلْ أَلْقُوا » فأخلى لهم الظرف كي يأتوا بما يأتون به وهو معتمد على ربه واثق بوعده من غير قلق واضطراب وقد قال له ربه فيما قال : « إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى ».

وقوله : « فَإِذا حِبالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى » فيه حذف ، والتقدير : فألقوا وإذا حبالهم وعصيهم إلخ ، وإنما حذف لتأكيد المفاجاة كأنه عليه‌السلام لما قال لهم : بل ألقوا ، لم يلبث دون أن شاهد ما شاهد من غير أن يتوسط هناك إلقاؤهم الحبال والعصي.

والذي خيل إلى موسى خيل إلى غيره من الناظرين من الناس كما ذكره في موضع آخر : « سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ » الأعراف : ١١٦ ، غير أنه ذكر هاهنا موسى من بينهم وكان ذلك ليكون تمهيدا لما في الآية التالية.

قوله تعالى : « فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى » قال الراغب في المفردات ، :الوجس الصوت الخفي ، والتوجس التسمع ، والإيجاس وجود ذلك في النفس ، قال :« فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً » فالوجس هو حالة تحصل من النفس بعد الهاجس لأن الهاجس مبتدأ التفكير ثم يكون الواجس الخاطر. انتهى.

فإيجاس الخيفة في النفس إحساسها فيها ولا يكون إلا خفيفا خفيا لا يظهر أثره في ظاهر البشرة ويتبع وجوده في النفس ظهور خاطر سوء فيها من غير إذعان بما يوجبه من تحذر وتحرز وإلا لظهر أثره في ظاهر البشرة وعمل الإنسان قطعا ، وإلى ذلك يومئ تنكير الخيفة كأنه قيل : أحس في نفسه نوعا من الخوف لا يعبأ به ، ومن العجيب قول بعضهم : إن التنكير للتفخيم وكان الخوف عظيما وهو خطأ ولو كان

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 14  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست