نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 14 صفحه : 172
إلا من العظيم والعظماء يتكلمون عنهم وعن غيرهم من أعوانهم وقد ورد
الالتفات في معنى إخراج النبات بالماء في مواضع من كلامه تعالى كقوله : « أَلَمْ تَرَ أَنَّ
اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً
أَلْوانُها » فاطر : ٢٧ ، وقوله : « وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً
فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ
» النمل : ٦٠ ، وقوله :
« وَهُوَ
الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ » الأنعام : ٩٩.
وقوله : « إِنَّ فِي ذلِكَ
لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى » النهى جمع نهية بالضم فالسكون :وهو العقل سمي به لنهيه عن
اتباع الهوى.
قوله
تعالى : « مِنْها خَلَقْناكُمْ
وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى » الضمير للأرض والآية تصف ابتداء خلق الإنسان من الأرض
ثم إعادته فيها وصيرورته جزء منها ثم إخراجه منها للرجوع إلى الله ففيها الدورة
الكاملة من هداية الإنسان.
قوله
تعالى : « وَلَقَدْ أَرَيْناهُ
آياتِنا كُلَّها فَكَذَّبَ وَأَبى » الظاهر أن المراد بالآيات العصا واليد وسائر الآيات
التي أراها موسى فرعون أيام دعوته قبل الغرق كما مر في قوله : « اذْهَبْ أَنْتَ
وَأَخُوكَ بِآياتِي » فالمراد جميع الآيات التي أريها وإن لم يؤت بها جميعا في أول الدعوة كما
أن المراد بقوله : «
فَكَذَّبَ وَأَبى » مطلق تكذيبه وإبائه لا ما أتى به منهما في أول الدعوة.
قوله
تعالى : « قالَ أَجِئْتَنا
لِتُخْرِجَنا مِنْ أَرْضِنا بِسِحْرِكَ يا مُوسى » الضمير لفرعون وقد اتهم موسى أولا بالسحر لئلا يلزمه
الاعتراف بصدق ما جاء به من الآيات المعجزة وحقية دعوته ، وثانيا بأنه يريد إخراج
القبط من أرضهم وهي أرض مصر ، وهي تهمة سياسية يريد بها صرف الناس عنه وإثارة
أفكارهم عليه بأنه عدو يريد أن يطردهم من بيئتهم ووطنهم بمكيدته ولا حياة لمن لا
بيئة له.
قوله
تعالى : « فَلَنَأْتِيَنَّكَ
بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ
وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً » الظاهر كما يشهد به الآية التالية أن الموعد اسم زمان وإخلاف الوعد عدم العمل بمقتضاه ، ومكان سوى بضم السين أي واقع المنتصف من المسافة أو مستوي الأطراف
من غير ارتفاع وانخفاض قال في المفردات : ومكان سوى وسواء وسط ، ويقال : سواء وسوى
وسوى ـ بضم السين وكسرها ـ أي يستوي طرفاه ،
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 14 صفحه : 172