responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 14  صفحه : 148

وبذلك يرجع ذيل السياق إلى صدره كأنه يقول : إن الأمر خطير وقد غر هذا الطاغية وملأه وأمته عزهم وسلطانهم ونشب الشرك والوثنية بأعراقه في قلوبهم وأنساهم ذكر الله من أصله وقد امتلأت أعين بني إسرائيل بما يشاهدونه من عزة فرعون وشوكة ملئه واندهشت قلوبهم من سطوة آل فرعون وارتاعت نفوسهم من سلطتهم فنسوا الله ولا يذكرون إلا الطاغية ، فهذا الأمر أمر الرسالة والدعوة في نجاحه ومضيه في حاجة شديدة إلى تنزيهك بنفي الشريك كثيرا وإلى ذكرك بالربوبية والألوهية بينهم كثيرا ليتبصروا فيؤمنوا وهذا أمر لا أقوى عليه وحدي فاجعل هارون وزيرا لي وأيدني به وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا لعل السعي ينجع والدعوة تنفع.

وبهذا البيان يظهر وجه تعلق هذه الغاية أعني قوله : « كَيْ نُسَبِّحَكَ » إلخ ، بما تقدمه.

وثانيا : وجه ورود قوله : « كَثِيراً » مرتين وأنه ليس من التكرار في شيء إذ كل من التسبيح والذكر يجب أن يكون في نفسه كثيرا ، ولو قيل كي نسبحك ونذكرك كثيرا أفاد كثرتهما مجتمعين وهو غير مراد.

وثالثا : وجه تقديم التسبيح على الذكر فإن المراد بالتسبيح تنزيهه تعالى عن الشريك بدفع ألوهية الآلهة من دون الله وإبطال ربوبيتها لتقع الدعوة إلى الإيمان بالله وحده ، وهو المراد بالذكر ، موقعها. فالتسبيح من قبيل دفع المانع المتقدم على تأثير المقتضي ، وقد ذكر لهذه الخصوصيات وجوه أخر مذكورة في المطولات لا جدوى فيها ولا في نقلها.

وقوله : « إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً » هو بظاهره تعليل كالحجة على قوله : « كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً » إلخ ، أي أنك كنت بصيرا بي وبأخي منذ خلقتنا وعرفتنا نفسك وتعلم أنا لم نزل نعبدك بالتسبيح والذكر ساعيين مجدين في ذلك فإن جعلته وزيرا لي وأيدتني به وأشركته في أمري تم أمر الدعوة وسبحناك كثيرا وذكرناك كثيرا ، والمراد بقوله « بِنا » على هذا هو وأخوه. ويمكن أن يكون المراد بالضمير في « بِنا » أهله ، والمعنى : أنك كنت بصيرا بنا أهل البيت أنا أهل تسبيح وذكر فإن جعلت هارون

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 14  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست