نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 13 صفحه : 9
وإن أخذ اللبن هدى وهديت أمته قال : فأخذت اللبن وشربت منه ـ فقال لي
جبرئيل هديت وهديت أمتك.
ثم قال لي ما
ذا رأيت في مسيرك؟ فقلت ناداني مناد عن يميني ـ فقال أوأجبته فقلت لا ولم ألتفت
إليه ـ فقال داعي اليهود لو أجبته لتهودت أمتك من بعدك ـ ثم قال ما ذا رأيت؟ فقلت
ناداني مناد عن يساري ـ فقال لي أوأجبته؟ فقلت لا ولم ألتفت إليه ـ فقال : ذاك
داعي النصارى ولو أجبته لتنصرت أمتك من بعدك. ثم قال ما ذا استقبلك؟ فقلت لقيت امرأة
كاشفة عن ذراعيها ـ عليها من كل زينة الدنيا ـ فقالت : يا محمد أنظرني حتى أكلمك.
فقال : أوكلمتها؟ فقلت لم أكلمها ولم ألتفت إليها ـ فقال : تلك الدنيا ولو كلمتها
لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة.
ثم سمعت صوتا
أفزعني ، فقال لي جبرئيل : أتسمع يا محمد؟ قلت نعم قال : هذه صخرة قذفتها عن شفير
جهنم منذ سبعين عاما ـ فهذا حين استقرت قالوا فما ضحك رسول الله صلىاللهعليهوآله حتى قبض.
قال فصعد
جبرئيل وصعدت معه إلى السماء الدنيا ـ وعليها ملك يقال له إسماعيل وهو صاحب الخطفة
ـ التي قال الله عز وجل : «
إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ » وتحته سبعون ألف ملك تحت كل ملك سبعون ألف ملك.
فقال يا جبرئيل!
من هذا الذي معك؟ فقال محمد رسول الله ـ قال وقد بعث؟ قال نعم ففتح الباب فسلمت
عليه وسلم علي ـ واستغفرت له واستغفر لي ـ وقال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح
، وتلقتني الملائكة حتى دخلت السماء الدنيا ـ فما لقيني ملك إلا ضاحكا مستبشرا ـ
حتى لقيني ملك من الملائكة ـ لم أر أعظم خلقا منه كريه المنظر ـ ظاهر الغضب فقال
لي مثل ما قالوا من الدعاء ـ إلا أنه لم يضحك ولم أر فيه من الاستبشار ـ ما رأيت
من ضحك الملائكة ـ فقلت : من هذا يا جبرئيل فإني قد فزعت منه؟ فقال : يجوز أن يفزع
منه فكلنا نفزع منه ـ إن هذا مالك خازن النار لم يضحك قط ، ولم يزل منذ أن ولاه
الله جهنم يزداد كل يوم غضبا ـ وغيظا على أعداء الله وأهل معصيته ـ فينتقم الله به
منهم ، ولو ضحك إلى أحد قبلك ـ أو كان ضاحكا إلى أحد بعدك لضحك إليك ـ فسلمت عليه
فرد السلام علي وبشرني بالجنة.
فقلت لجبرئيل
وجبرئيل بالمكان الذي وصفه الله «
مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ » ألا تأمره
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 13 صفحه : 9