responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 13  صفحه : 84

وجه الإفساد ، ووضع المال ولو كان كثيرا أو جميعه في سبيل الله وإنفاقه على من يستحقه ليس بإفساد له ، ولا وجه للتحسر والغم على ما لم يفسد ولا أفسد.

قوله تعالى : « إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً » ظاهر السياق أن الآية في مقام التعليل لما تقدم في الآية السابقة من النهي عن الإفراط والتفريط في إنفاق المال وبذله.

والمعنى : أن هذا دأب ربك وسنته الجارية يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر لمن يشاء فلا يبسطه كل البسط ولا يمسك عنه كل الإمساك رعاية لمصلحة العباد إنه كان بعباده خبيرا بصيرا وينبغي لك أن تتخلق بخلق الله وتتخذ طريق الاعتدال وتتجنب الإفراط والتفريط.

وقيل : إنها تعليل على معنى أن ربك يبسط ويقبض ، وذلك من الشئون الإلهية المختصة به تعالى ، وليس لك أن تتصف به والذي عليك أن تقتصد من غير أن تعدل عنه إلى إفراط أو تفريط ، وقيل في معنى التعليل غير ذلك ، وهي وجوه بعيدة.

قوله تعالى : « وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً » الإملاق الفاقة والفقر ، وقال في المفردات ، : الخطأ العدول عن الجهة وذلك أضرب : أحدها أن تريد غير ما تحسن إرادته وفعله ، وهذا هو الخطأ التام المأخوذ به الإنسان يقال : خطئ يخطأ وخطأة ، قال تعالى : « إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً » وقال : « وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ » والثاني أن يريد ما يحسن فعله ولكن يقع منه خلاف ما يريد فيقال : أخطأ إخطاء فهو مخطئ وهذا قد أصاب في الإرادة وأخطأ في الفعل ، وهذا المعنى بقوله : « وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ » ، والثالث أن يريد ما لا يحسن فعله ويتفق منه خلافه فهذا مخطئ في الإرادة مصيب في الفعل فهو مذموم بقصده غير محمود على فعله.

وجملة الأمر أن من أراد شيئا فاتفق منه غيره يقال : أخطأ ، وإن وقع منه كما أراده يقال : أصاب ، وقد يقال لمن فعل فعلا لا يحسن أو أراد إرادة لا يجمل : أنه أخطأ ، ولذا يقال : أصاب الخطأ وأخطأ الصواب وأصاب الصواب وأخطأ الخطأ

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 13  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست