responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 13  صفحه : 83

وجدانه بدليل قوله : « ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوها » أي كنت تعرض عنهم لا لكونك مليئا بالمال شحيحا به ، ولا لأنك فاقد له آيس من حصوله بل لأنك فاقد له مبتغ وطالب لرحمة من ربك ترجوها يعني الرزق.

وقوله : « فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً » أي سهلا لينا أي لا تغلظ في القول ولا تجف في الرد كما قال تعالى : « وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ » الضحى : ١٠ بل رده بقول سهل لين.

قال في الكشاف ، : وقوله : « ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ » إما أن يتعلق بجواب الشرط مقدما عليه أي فقل لهم قولا سهلا لينا وعدهم وعدا جميلا رحمة لهم وتطييبا لقلوبهم ابتغاء رحمة من ربك أي ابتغ رحمة الله التي ترجوها برحمتك عليهم ، وإما أن يتعلق بالشرط أي وإن أعرضت عنهم لفقد رزق من ربك ترجو أن يفتح لك ـ فسمى الرزق رحمة ـ فردهم ردا جميلا فوضع الابتغاء موضع الفقد لأن فاقد الرزق مبتغ له فكان الفقد سبب الابتغاء والابتغاء مسببا عنه فوضع المسبب موضع السبب. انتهى.

قوله تعالى : « وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً » جعل اليد مغلولة إلى العنق كناية عن الإمساك كمن لا يعطي ولا يهب شيئا لبخله وشح نفسه ، وبسط اليد كل البسط كناية عن إنفاق الإنسان كل ما في وجده بحيث لا يبقى شيئا كمن يبسط يده كل البسط بحيث لا يستقر عليها شيء ففي الكلام نهي بالغ عن التفريط والإفراط في الإنفاق.

وقوله : « فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً » متفرع على قوله : « وَلا تَبْسُطْها » إلخ والحسر هو الانقطاع أو العرى أي ولا تبسط يدك كل البسط حتى يتعقب ذلك أن تقعد ملوما لنفسك وغيرك منقطعا عن واجبات المعاش أو عريانا لا تقدر على أن تظهر للناس وتعاشرهم وتراودهم.

وقيل : إن قوله : « فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً » متفرع على الجملتين لا على الجملة الأخيرة فحسب والمعنى إن أمسكت قعدت ملوما مذموما وإن أسرفت بقيت متحسرا مغموما.

وفيه أن كون قوله : « وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ » ظاهرا في النهي عن التبذير والإسراف غير معلوم وكذا كون إنفاق جميع المال في سبيل الله إسرافا وتبذيرا غير ظاهر وإن كان منهيا عنه بهذه الآية كيف ومن المأخوذ في مفهوم التبذير أن يكون على

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 13  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست