responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 13  صفحه : 51

الليل والنهار هما النور والظلمة المتعاقبان على الأرض من جهة مواجهة الشمس بالطلوع وزوالها بالغروب وهما كسائر ما في الكون من أعيان الأشياء وأحوالها آيتان لله سبحانه تدلان بذاتهما على توحده بالربوبية.

ومن هنا يظهر أن المراد بجعلهما آيتين هو خلقهما كذلك لا خلقهما وليستا آيتين ثم جعلهما آيتين وإلباسهما لباس الدلالة فالأشياء كلها آيات له تعالى من جهة أصل وجودها وكينونتها الدالة على مكونها لا لوصف طار يطرء عليها.

ومن هنا يظهر أيضا أن المراد بآية الليل كآية النهار نفس الليل كنفس النهار ـ على أن تكون الإضافة بيانية لا لامية ـ والمراد بمحو الليل إظلامه وإخفاؤه عن الأبصار على خلاف النهار.

فما ذكره بعضهم أن المراد بآية الليل القمر ومحوها ما يرى في وجهه من الكلف كما أن المراد بآية النهار الشمس وجعلها مبصرة خلو قرصها عن المحو والسواد. ليس بسديد فإن الكلام في الآيتين لا آيتي الآيتين. على أن ما فرع على ذلك من قوله : « لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ » إلخ متفرع على ضوء النهار وظلمة الليل لا على ما يرى من الكلف في وجه القمر وخلو قرص الشمس من ذلك.

ونظيره في السقوط قول بعضهم : إن المراد بآية الليل ظلمته وبآية النهار ضوءه والمراد بمحو آية الليل إمحاء ظلمته بضوء النهار ونظيره إمحاء ضوء النهار بظلمة الليل وإنما اكتفى بذكر أحدهما لدلالته على الآخر.

ولا يخفى عليك وجه سقوطه بتذكر ما أشرنا إليه سابقا فإن الغرض بيان وجود الفرق بين الآيتين مع كونهما مشتركتين في الآئية والدلالة ، وما ذكره من المعنى يبطل الفرق.

وقوله : « لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ » متفرع على قوله : « وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً » أي جعلناها مضيئة لتطلبوا فيه رزقا من ربكم فإن الرزق فضله وعطاؤه تعالى.

وذكر بعضهم أن التقدير : لتسكنوا بالليل ولتبتغوا فضلا من ربكم بالنهار إلا أنه حذف لتسكنوا بالليل » لما ذكره في مواضع أخر وفيه أن التقدير ينافي كون الكلام مسوقا لبيان ترتب الآثار على إحدى الآيتين دون الأخرى مع كونهما معا آيتين.

وقوله : « وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ » أي لتعلموا بمحو الليل وإبصار النهار عدد السنين بجعل عدد من الأيام واحدا يعقد عليه ، وتعلموا بذلك حساب الأوقات

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 13  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست