responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 13  صفحه : 42

ـ بيت المقدس ـ ولا يعبأ بما ذكره بعضهم أن المراد به جميع الأرض المقدسة مجازا ، وفي الكلام دلالة أولا أنهم في وعد المرة الأولى أيضا دخلوا المسجد عنوة وإنما لم يذكر قبلا للإيجاز ، وثانيا أن دخولهم المسجد إنما كان للهتك والتخريب ، وثالثا يشعر الكلام بأن هؤلاء المهاجمين المبعوثين لمجازاة بني إسرائيل والانتقام منهم هم الذين بعثوا عليهم أولا.

وقوله : « وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً » أي ليهلكوا الذي غلبوا عليه إهلاكا فيقتلوا النفوس ويحرقوا الأموال ويهدموا الأبنية ويخربوا البلاد ، واحتمل أن يكون ما مصدرية بحذف مضاف وتقدير الكلام : وليتبروا مدة علوهم تتبيرا ، والمعنى الأول أقرب إلى الفهم وأوفق بالسياق.

والمقايسة بين الوعدين أعني قوله : « بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا » إلخ وقوله : « لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ » إلخ يعطي أن الثاني كان أشد على بني إسرائيل وأمر وقد كادوا أن يفنوا ويبيدوا فيه عن آخرهم وكفى في ذلك قوله تعالى : « وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً ».

والمعنى فإذا جاء وعد المرة الآخرة وهي الثانية من الإفسادتين بعثناهم ليسوئوا وجوهكم بظهور الحزن والكآبة وبدو الذلة والمسكنة وليدخلوا المسجد الأقصى كما دخلوه أول مرة وليهلكوا الذي غلبوا عليه ويفنوا الذي مروا عليه إهلاكا وإفناء.

قوله تعالى : « عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ » وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً » الحصير من الحصر وهو ـ على ما ذكروه ـ التضييق والحبس قال تعالى : « وَاحْصُرُوهُمْ » التوبة : ٥ أي ضيقوا عليهم.

وقوله : « عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ » أي بعد البعث الثاني على ما يفيده السياق وهو ترج للرحمة على تقدير أن يتوبوا ويرجعوا إلى الطاعة والإحسان بدليل قوله : « وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا » أي وإن تعودوا إلى الإفساد والعلو ، بعد ما رجعتم عنه ورحمكم ربكم نعد إلى العقوبة والنكال ، وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا ومكانا حابسا لا يستطيعون منه خروجا.

وفي قوله : « عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ » التفات من التكلم مع الغير إلى الغيبة وكأن الوجه فيه الإشارة إلى أن الأصل الذي يقتضيه ربوبيته تعالى أن يرحم عباده إن

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 13  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست