نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 13 صفحه : 39
ومعنى الآية
وأخبرنا وأعلمنا بني إسرائيل إخبارا قاطعا في الكتاب وهو التوراة : أقسم وأحق هذا
القول أنكم شعب إسرائيل ستفسدون في الأرض وهي أرض فلسطين وما يتبعها مرتين مرة بعد
مرة وتعلون علوا كبيرا وتطغون طغيانا عظيما.
قوله
تعالى : « فَإِذا جاءَ وَعْدُ
أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا » إلخ ، قال الراغب : البؤس
والبأس والبأساء الشدة والمكروه
إلا أن البؤس في الفقر والحرب أكثر والبأس والبأساء في النكاية نحو ( وَاللهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً
). انتهى موضع الحاجة.
وفي المجمع : الجوس التخلل في الديار يقال : تركت فلان يجوس بني فلان
ويجوسهم ويدوسهم أي يطؤهم ، قال أبو عبيد : كل موضع خالطته ووطأته فقد حسته وجسته
قال : وقيل : الجوس طلب الشيء باستقصاء. انتهى.
وقوله : « فَإِذا جاءَ وَعْدُ
أُولاهُما » تفريع على قوله : «
لَتُفْسِدُنَ » إلخ ، وضمير التثنية راجع إلى المرتين وهما الإفسادتان فالمراد بها
الإفسادة الأولى ، والمراد بوعد أولاهما ما وعدهم الله من النكال والنقمة على
إفسادهم فالوعد بمعنى الموعود ، ومجيء الوعد كناية عن وقت إنجازه ، ويدل ذلك على
أنه وعدهم على إفسادهم مرتين وعدين ولم يذكرا إنجازا فكأنه قيل : لتفسدن في الأرض
مرتين ونحن نعدكم الانتقام على كل منهما فإذا جاء وعد المرة الأولى « إلخ » كل ذلك
معونة السياق.
ولا ضير في عد
مجيئهم إلى بني إسرائيل مع ما كان فيه من القتل الذريع والأسر والسبي والنهب
والتخريب بعثا إلهيا لأنه كان على سبيل المجازاة على إفسادهم في الأرض وعلوهم
وبغيهم بغير الحق ، فما ظلمهم الله ببعث أعدائهم وتأييدهم عليهم ولكن كانوا هم
الظالمين لأنفسهم.
وبذلك يظهر أن
لا دليل من الكلام يدل على قول من قال : إن المراد بقوله : «
بَعَثْنا
عَلَيْكُمْ إلخ » أمرنا قوما مؤمنين بقتالكم وجهادكم لاقتضاء ظاهر
قوله : « بَعَثْنا » وقوله « عِباداً » ذلك وذلك لما عرفت أن عد ذلك بعثا إلهيا لا مانع فيه
بعد ما كان
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 13 صفحه : 39