responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 13  صفحه : 38

ويظهر من قوله في الآية : « ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ » ومن قوله : « وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ » أن الناس ذرية نوح عليه‌السلام من جهة الابن والبنت معا ، ولو كانت الذرية منتهية إلى أبنائه فقط وكان المراد بقوله : « مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ » أبناءه فقط كان الأحسن بل المتعين أن يقال : ذرية نوح وهو ظاهر.

وللقوم في إعراب الآية وجوه أخرى كثيرة كقول من قال : إن « ذُرِّيَّةَ » منصوب على النداء بحذف حرفه ، والتقدير يا ذرية من حملنا ، وقيل : مفعول أول لقوله : تتخذوا ومفعوله الثاني قوله : « وَكِيلاً » والتقدير أن لا تتخذوا ذرية من حملنا مع نوح وكيلا من دوني ، وقيل : بدل من موسى في الآية السابقة وهي وجوه ظاهرة السخافة.

ويتلوها في ذلك قول من قال : إن ضمير « إِنَّهُ » عائد إلى موسى دون نوح والجملة تعليل لإيتائه الكتاب أو لجعله عليه‌السلام هدى لبني إسرائيل بناء على رجوع ضمير « وَجَعَلْناهُ » إلى موسى دون الكتاب.

قوله تعالى : « وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً » قال الراغب في المفردات ، : القضاء فصل الأمر قولا كان ذلك أو فعلا ، وكل واحد منهما على وجهين : إلهي وبشري فمن القول الإلهي قوله : « وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ » أي أمر بذلك ، وقال : « وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ » فهذا قضاء بالإعلام والفصل في الحكم أي أعلمناهم وأوحينا إليهم وحيا جزما وعلى هذا « وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ ».

ومن الفعل الإلهي قوله : « وَاللهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ » وقوله : « فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ » إشارة إلى إيجاده الإبداعي والفراغ منه نحو : « بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ».

قال : ومن القول البشري نحو قضى الحاكم بكذا فإن حكم الحاكم يكون بالقول ، ومن الفعل البشري « فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ » « ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ » انتهى موضع الحاجة.

والعلو هو الارتفاع وهو في الآية كناية عن الطغيان بالظلم والتعدي ويشهد بذلك عطفه على الإفساد عطف التفسير ، وفي هذا المعنى قوله : « إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً ».

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 13  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست