نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 13 صفحه : 33
بل ذلك ـ إن
كان ـ بعروجه صلىاللهعليهوآله بروحه الشريفة إلى ما وراء هذا العالم المادي مما يسكنه
الملائكة المكرمون وينتهي إليه الأعمال ويصدر منه الأقدار ورأى عند ذلك من آيات
ربه الكبرى وتمثلت له حقائق الأشياء ونتائج الأعمال وشاهد أرواح الأنبياء العظام
وفاوضهم ولقي الملائكة الكرام وسامرهم ، ورأى من الآيات الإلهية ما لا يوصف إلا
بالأمثال كالعرش والحجب والسرادقات.
والقوم لذهابهم
إلى أصالة الوجود المادي وقصر الوجود غير المادي فيه تعالى لما وجدوا الكتاب
والسنة يصفان أمورا غير محسوسة بتمثيلها في خواص الأجسام المحسوسة كالملائكة
الكرام والعرش والكرسي واللوح والقلم والحجب والسرادقات حملوا ذلك على كونها
أجساما مادية لا يتعلق بها الحس ولا يجري فيها أحكام المادة ، وحملوا أيضا ما ورد
من التمثيلات في مقامات الصالحين ومعارج القرب وبواطن صور المعاصي ونتائج الأعمال
وما يناظر ذلك إلى نوع من التشبيه والاستعارة فوقعوا في ورطة السفسطة بتغليط الحس
وإثبات الروابط الجزافية بين الأعمال ونتائجها وغير ذلك من المحاذير.
ولذلك أيضا لما
نفى النافون منهم كون عروجه صلىاللهعليهوآله إلى السماوات بجسمه المادي اضطروا إلى القول بكونه في
المنام وهو عندهم خاصة مادية للروح المادي واضطروا لذلك إلى تأويل الآيات
والروايات بما لا تلائمه ولا واحدة منها.
بحث
آخر :
قال في مجمع
البيان ، : فأما الموضع الذي أسري إليه أين كان فإن الإسراء إلى بيت المقدس ، وقد
نص به القرآن ولا يدفعه مسلم ، وما قاله بعضهم : إن ذلك كان في النوم فظاهر
البطلان إذ لا معجز يكون فيه ولا برهان.
وقد وردت
روايات كثيرة في قصة المعراج في عروج نبينا صلىاللهعليهوآله إلى السماء ورواها كثير من الصحابة مثل ابن عباس وابن
مسعود وأنس وجابر بن عبد الله وحذيفة وعائشة وأم هاني وغيرهم عن النبي صلىاللهعليهوآله وزاد بعضهم ونقص بعض وتنقسم جملتها إلى أربعة أوجه.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 13 صفحه : 33