نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 13 صفحه : 279
فرجعوا إلى مكة
واجتمعوا إلى أبي طالب فقالوا : يا أبا طالب إن ابن أخيك يزعم أن خبر السماء يأتيه
ـ ونحن نسأله عن مسائل ـ فإن أجابنا عنها علمنا أنه صادق ـ وإن لم يخبرنا علمنا
أنه كاذب فقال أبو طالب : سلوه عما بدا لكم فسألوه عن الثلاث المسائل ـ فقال رسول
الله صلىاللهعليهوآله غدا أخبركم ولم يستثن ، فاحتبس الوحي عنه أربعين يوما
حتى اغتم النبي صلىاللهعليهوآله ـ وشك أصحابه الذين كانوا آمنوا به ، وفرحت قريش واستهزءوا وآذوا ، وحزن
أبو طالب.
فلما كان بعد
أربعين يوما نزل عليه سورة الكهف ـ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا جبرئيل لقد أبطأت فقال : إنا لا نقدر أن ننزل إلا
بإذن الله فأنزل الله تعالى : أم حسبت يا محمد أن أصحاب الكهف والرقيم ـ كانوا من
آياتنا عجبا ثم قص قصتهم فقال : إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ـ ربنا آتنا من
لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا.
قال : فقال
الصادق عليهالسلام. إن أصحاب الكهف والرقيم كانوا في زمن ملك جبار عات ،
وكان يدعو أهل مملكته إلى عبادة الأصنام فمن لم يجبه قتله ، وكان هؤلاء قوما
مؤمنين يعبدون الله عز وجل ، ووكل الملك بباب المدينة ولم يدع أحدا يخرج ـ حتى
يسجد للأصنام فخرجوا هؤلاء بعلة الصيد ـ وذلك أنهم مروا براع في طريقهم فدعوه إلى
أمرهم ـ فلم يجبهم وكان مع الراعي كلب ـ فأجابهم الكلب وخرج معهم.
قال عليهالسلام : فخرج أصحاب الكهف من المدينة بعلة الصيد ـ هربا من
دين ذلك الملك ـ فلما أمسوا دخلوا إلى ذلك الكهف والكلب معهم ـ فألقى الله عليهم
النعاس كما قال الله : «
فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً » فناموا حتى أهلك الله ذلك الملك وأهل المدينة ـ وذهب
ذلك الزمان وجاء زمان آخر وقوم آخرون.
ثم انتبهوا
فقال بعضهم لبعض : كم نمنا هاهنا؟ فنظروا إلى الشمس قد ارتفعت فقالوا : نمنا يوما
أو بعض يوم ثم قالوا لواحد منهم : خذ هذه الورق وأدخل المدينة متنكرا لا يعرفونك
فاشتر لنا طعاما ـ فإنهم إن علموا بنا وعرفونا قتلونا أو ردونا في دينهم.
فجاء ذلك الرجل
فرأى مدينة بخلاف التي عهدها ـ ورأى قوما بخلاف أولئك لم
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 13 صفحه : 279