responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 13  صفحه : 23

المسجد الحرام فقال أولهم : أيهم هو؟ فقال أوسطهم : هو خيرهم فقال أحدهم خذوا خيرهم ـ فكانت تلك الليلة فلم يرهم حتى أتوه ليلة أخرى ـ فيما يرى قلبه وتنام عيناه ولا ينام قلبه ـ وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا ينام قلوبهم ـ فلم يكلموه حتى احتملوه فوضعوه عند بئر زمزم ـ فتولاه منهم جبريل فشق جبريل ما بين نحره إلى لبته ـ حتى فرغ من صدره وجوفه فغسله من ماء زمزم بيده ـ حتى أنقى جوفه ثم أتى بطست من ذهب محشوا إيمانا ـ وحكمة فحشا به صدره ولغاديده يعني عروق حلقه ـ ثم أطبقه ثم عرج به إلى سماء الدنيا ـ ثم ساق الحديث نحوا مما تقدم.

والذي وقع فيه من شق بطن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وغسله وإنقائه ثم حشوه إيمانا وحكمة حال مثالية شاهدها وليس بالأمر المادي كما ربما يزعم ، ويشهد به حشوه إيمانا وحكمة وأخبار المعراج مملوءة من المشاهدات المثالية والتمثلات الروحية ، وقد ورد هذا المعنى في عدة من أخبار المعراج المروية من طرق القوم ولا ضير فيه كما لا يخفى.

وظاهر الرواية أن معراجه صلى‌الله‌عليه‌وآله كان قبل البعثة وأنه كان في المنام أما كونه قبل البعثة فيدفعه معظم الروايات الواردة في الإسراء وهي أكثر من أن تحصى وقد اتفق على ذلك علماء هذا الشأن.

على أن الحديث نفسه يدفع كون الإسراء قبل البعثة وقد اشتمل على فرض الصلوات وكونها أولا خمسين ثم سؤال التخفيف بإشارة من موسى عليه‌السلام ولا معنى للفرض قبل النبوة فمن الحري أن يحمل صدر الحديث على أن الملائكة أتوه أولا قبل أن يوحى إليه ثم تركوه ثم جاءوه ليلة أخرى بعد بعثته وقد ورد في بعض رواياتنا أن الذين كانوا نائمين معه في المسجد ليلة أسري به هم حمزة بن عبد المطلب وجعفر وعلي ابنا أبي طالب.

وأما ما وقع فيه من كون ذلك في المنام فيمكن ـ على بعد ـ أن يكون ناظرا إلى ما ذكر فيه من حديث الشق والغسل لكن الأظهر أن المراد به وقوع الإسراء بجملته في المنام كما يدل عليه ما يأتي من الروايات.

وفي الدر المنثور ، أيضا أخرج ابن إسحاق وابن جرير عن معاوية بن أبي سفيان : أنه كان إذا سئل عن مسرى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ قال كانت رؤيا من الله صادقة.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 13  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست