responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 13  صفحه : 145

تفيد معنى الخطاب كما في أسماء الإشارة ، والمراد بقوله : « هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَ » آدم عليه‌السلام وتكريمه على إبليس تفضيله عليه بأمره بالسجدة ورجمه حيث أبى.

ومن هنا يظهر أنه فهم التفضيل من أمر السجدة كما أنه اجترى على إرادة إغواء ذريته مما جرى في محاورته تعالى الملائكة من قولهم : « أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ » البقرة : ٣٠ ، وقد تقدم في تفسير الآية ما ينفع هاهنا.

والاحتناك على ما في المجمع ، ـ الاقتطاع من الأصل ، يقال : احتنك فلان ما عند فلان من مال أو علم إذا استقصاه فأخذه كله ، واحتنك الجراد المزرع إذا أكله كله وقيل : إنه من قولهم : حنك الدابة بحبلها إذا جعل في حنكها الأسفل حبلا يقودها به ، والظاهر أن المعنى الأخير هو الأصل في الباب ، والاحتناك الإلجام.

والمعنى : قال إبليس بعد ما عصى وأخذه الغضب الإلهي رب أرأيت هذا الذي فضلته بأمري بسجدته ورجمي بمعصيته أقسم لئن أخرتني إلى يوم القيامة وهو مدة مكث بني آدم في الأرض لألجمن ذريته إلا قليلا منهم وهم المخلصون.

قوله تعالى : « قالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً » قيل : الأمر بالذهاب ليس على حقيقته وإنما هو كناية عن تخليته ونفسه كما تقول لمن يخالفك : افعل ما تريد ، وقيل : الأمر على حقيقته وهو تعبير آخر لقوله في موضع آخر : « فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ » والموفور المكمل فالجزاء الموفور الجزاء الذي يوفى كله ولا يدخر منه شيء ، ومعنى الآية واضح.

قوله تعالى : « وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ » إلى آخر الآية الاستفزاز الإزعاج والاستنهاض بخفة وإسراع ، والإجلاب كما في المجمع ، السوق بجلبة من السائق والجلبة شدة الصوت ، وفي المفردات ، : أصل الجلب سوق الشيء يقال : جلبت جلبا قال الشاعر : « وقد يجلب الشيء البعيد الجواب » وأجلبت عليه صحت عليه بقهر ، قال الله عز وجل : « وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ » انتهى.

والخيل ـ على ما قيل ـ الأفراس حقيقة ولا واحد له من لفظه ويطلق على الفرسان

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 13  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست