responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 13  صفحه : 135

فقوله : « وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ » المنع هو قسر الغير عما يريد أن يفعله وكفه عنه ، والله سبحانه يحكم ولا معقب لحكمه وهو الغالب القاهر إذا أراد شيئا قال له كن فيكون ، فكون تكذيب الأولين لآياته مانعا له من إرسال الآيات المقترحة بعد ذلك كون الفعل بالنظر إلى ما ارتكز فيهم من خلق التكذيب خاليا عن المصلحة بالنسبة إلى أمة أراد الله أن لا يعاجلهم بالعقوبة والهلاك أو خاليا عن المصلحة مطلقا للعلم بأن عامتهم لا يؤمنون بالآيات المقترحة.

وإن شئت فقل : إن المنافاة بين إرسال الآيات المقترحة مع تكذيب الأولين وكون الآخرين سالكين سبيلهم المستتبع للاستئصال وبين تعلق المشية بإمهال هذه الأمة عبر عنها في الآية بالمنع استعارة.

وكأنه للإشعار بذلك عبر عن إيتاء الآيات بالإرسال كأنها تتعاضد وتتداعى للنزول لكن التكذيب وتعرق الفساد في فطر الناس يمنع من ذلك.

وقوله : « إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ » التعبير عن الأمم الهالكة بالأولين المضايف للآخرين فيه إيماء إلى أن هؤلاء آخر أولئك الأولين فهم في الحقيقة أمة واحدة لآخرها من الخلق والغريزة ما لأولها ، لذيلها من الحكم ما لصدرها ولذلك كانوا يقولون : « ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ » المؤمنون : ٢٤ ويكررون ذكر هذه الكلمة.

وكيف كان فمعنى الآية أنا لم نرسل الآيات التي يقترحونها والمقترحون هم قريش ـ لأنا لو أرسلناها لم يؤمنوا وكذبوا بها فيستحقوا عذاب الاستئصال كما أنا أرسلناها إلى الأولين بعد اقتراحهم إياها فكذبوا بها فأهلكناهم لكنا قضينا على هذه الأمة أن لا نعذبهم إلا بعد مهلة ونظرة كما يظهر من مواضع من كلامه تعالى.

وذكروا في معنى الآية الكريمة وجهين آخرين :

أحدهما : أنا لا نرسل الآيات لعلمنا بأنهم لا يؤمنون عندها فيكون إنزالها عبثا لا فائدة فيه كما أن من قبلهم لم يؤمنوا عند إنزال الآيات وهذا إنما يتم في الآيات المقترحة وأما الآيات التي يتوقف عليها ثبوت النبوة فإن الله يؤتيها رسوله لا محالة ، وكذا الآيات التي في نزولها لطف منه سبحانه فإن الله يظهرها أيضا لطفا منه ، وأما غير هذين

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 13  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست