نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 13 صفحه : 123
حصيات فسبحن في يده ، وفي حديث أبي ذر : فوضعهن على الأرض فلم يسبحن وسكتن ـ
ثم عاد وأخذهن فسبحن. ابن عباس قال : قدم ملوك حضرموت على النبي صلىاللهعليهوآله فقالوا ـ كيف نعلم أنك رسول الله؟ فأخذ كفا من حصى فقال
: هذا يشهد أني رسول الله فسبح الحصا في يده وشهد أنه رسول الله.
وفيه ، أبو
هريرة وجابر الأنصاري وابن عباس وأبي بن كعب وزين العابدين : أن النبي صلىاللهعليهوآله كان يخطب بالمدينة إلى بعض الأجذاع ـ فلما كثر الناس
واتخذوا له منبرا ـ وتحول إليه حن كما يحن الناقة ، فلما جاء إليه وأكرمه ـ كان
يئن أنين الصبي الذي يسكت.
أقول
: والروايات في
تسبيح الأشياء على اختلاف أنواعها كثيرة جدا ، وربما اشتبه أمرها على بعضهم فزعم
أن هذا التسبيح العام من قبيل الأصوات ، وأن لعامة الأشياء لغة أو لغات ذات كلمات
موضوعة لمعان نظير ما للإنسان مستعملة للكشف عما في الضمير غير أن حواسنا مصروفة
عنها وهو كما ترى.
والذي تحصل من
البحث المتقدم في ذيل الآية الكريمة أن لها تسبيحا هو كلام بحقيقة معنى الكلام وهو
إظهارها تنزه ربها بإظهارها نقص ذاتها وصفاتها وأفعالها عن علم منها بذلك ، وهو
الكلام فما روي من سماعهم تسبيح الحصى في كف النبي صلىاللهعليهوآله أو سماع تسبيح الجبال والطير إذا سبح داود عليهالسلام أو ما يشبه ذلك إنما كان بإدراكهم تسبيحها الواقعي
بحقيقة معناه من طريق الباطن ثم محاكاة الحس ذلك بما يناظره ويناسبه من الألفاظ
والكلمات الموضوعة لما يفيد ما أدركوه من المعنى.
نظير ذلك ما
تقدم من ظهور المعاني المجردة عن الصورة في الرؤيا فيما يناسبه من الصور المألوفة
كظهور حقيقة يعقوب وأهله وبنيه ليوسف عليهالسلام في رؤياه في صورة الشمس والقمر والكواكب ونظير سائر
الرؤى التي حكاها الله سبحانه في سورة يوسف وقد تقدم البحث عنها.
فالذي يناله من
ينكشف له تسبيح الأشياء أو حمدها أو شهادتها أو ما يشابه ذلك حقيقة المعنى أولا ثم
يحاكيه الحس الباطن في صورة ألفاظ مسموعة تؤدي ما ناله من المعنى والله أعلم.
وفي الدر
المنثور ، : أخرج أبو يعلى وابن أبي حاتم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 13 صفحه : 123