responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 13  صفحه : 117

مرة وجدتهم يحركون إليك رءوسهم تحريك المستهزئ المستخف بك المستهين له ويقولون متى هو؟ قل عسى أن يكون قريبا فإنه لا سبيل إلى العلم به وهو من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله لكن وصف اليوم معلوم بإعلامه تعالى ولذا وصفه لهم واضعا الصفة مكان الوقت فقال : ( يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ ) ، الآية.

قوله تعالى : « يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً » « يَوْمَ » منصوب بفعل مضمر أي تبعثون يوم كذا وكذا والدعوة هي أمره تعالى لهم أن يقوموا ليوم الجزاء واستجابتهم هي قبولهم الدعوة الإلهية ، وقوله : « بِحَمْدِهِ » حال من فاعل تستجيبون والتقدير تستجيبون متلبسين بحمده أي حامدين له تعدون البعث والإعادة منه فعلا جميلا يحمد فاعله ويثنى عليه لأن الحقائق تنكشف لكم اليوم فيتبين لكم أن من الواجب في الحكمة الإلهية أن يبعث الناس للجزاء وأن تكون بعد الأولى أخرى.

وقوله : « وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً » أي تزعمون يوم البعث أنكم لم تلبثوا في القبور بعد الموت إلا زمانا قليلا وترون أن اليوم كان قريبا منكم جدا.

وقد صدقهم الله في هذه المزعمة وأن خطأهم فيما ضربوا له من المدة قال تعالى : « قالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ » المؤمنون : ١١٤ ، وقال : « وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ كَذلِكَ كانُوا يُؤْفَكُونَ وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ » الروم : ٥٦ إلى غير ذلك من الآيات.

وفي التعرض لقوله : « وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً » تعريض لهم في استبطائهم اليوم واستهزائهم به ، وتأييد لما مر من رجاء قربه في قوله : « قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً » أي وأنكم ستعدونه قريبا ، وكذا في قوله : « فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ » تعريض لهم في استهزائهم به وتعجبهم منه أي وأنكم ستحمدونه يوم البعث وأنتم اليوم تستبعدونه وتستهزءون بأمره.

قوله تعالى : « قُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ » إلخ يلوح من السياق أن المراد بعبادي هم المؤمنون فالإضافة للتشريف ، وقوله : « قُلْ

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 13  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست