نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 13 صفحه : 111
بألفاظ موضوعة وأصوات مقروعة كما تقدمت الإشارة إليه وقد تقدم في آخر الجزء
الثاني من الكتاب كلام في الكلام نافع في المقام.
فقوله تعالى :
« تُسَبِّحُ
لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَ » يثبت لها تسبيحا حقيقيا وهو تكلمها بوجودها وما له من
الارتباط بسائر الموجودات الكائنة وبيانها تنزه ربها عما ينسب إليه المشركون من
الشركاء وجهات النقص.
وقوله : « وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ
إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ » تعميم التسبيح لكل شيء وقد كانت الجملة السابقة عدت
السماوات السبع والأرض ومن فيهن ، وتزيد عليها بذكر الحمد مع التسبيح فتفيد أن كل
شيء كما يسبحه تعالى كذلك يحمده بالثناء عليه بجميل صفاته وأفعاله.
وذلك أنه كما
أن عند كل من هذه الأشياء شيئا من الحاجة والنقص عائدا إلى نفسه كذلك عنده من جميل
صنعه ونعمته تعالى شيء راجع إليه تعالى موهوب من لدنه ، وكما أن إظهار هذه الأشياء
لنفسها في الوجود إظهار لحاجتها ونقصها وكشف عن تنزه ربها عن الحاجة والنقص ، وهو
تسبيحها كذلك إبرازها لنفسها إبراز لما عندها من جميل فعل ربها الذي وراءه جميل
صفاته تعالى فهو حمدها فليس الحمد إلا الثناء على الجميل الاختياري فهي تحمد ربها
كما تسبحه وهو قوله : «
وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ».
وبلفظ آخر إذا
لوحظ الأشياء من جهة كشفها عما عند ربها بإبرازها ما عندها من الحاجة والنقص مع ما
لها من الشعور بذلك كان ذلك تسبيحا منها ، وإذا لوحظت من جهة كشفها ما لربها
بإظهارها ما عندها من نعمة الوجود وسائر جهات الكمال فهو حمد منها لربها وإذا لوحظ
كشفها ما عند الله سبحانه من صفة جمال أو جلال مع قطع النظر عن علمها وشعورها بما
تكشف عنه كان ذلك دلالة منها عليه تعالى وهي آياته.
وهذا نعم
الشاهد على أن المراد بالتسبيح في الآية ليس مجرد دلالتها عليه تعالى بنفي الشريك
وجهات النقص فإن الخطاب في قوله : «وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ » إما للمشركين وإما للناس أعم من المؤمن والمشرك وهم
على أي حال يفقهون دلالة الأشياء
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 13 صفحه : 111