تتمة آيات
الأحكام السابقة تذكر فيها محرمات الأكل ومحللاته ونهي عن التحليل والتحريم
ابتداعا بغير إذن الله وذكر بعض ما شرع لليهود من الأحكام التي نسخت بعد ، وفي ذلك
عطف على ما تقدم من حديث النسخ في قوله : ( وَإِذا بَدَّلْنا
آيَةً مَكانَ آيَةٍ ) وإشارة إلى أن ما أنزل على النبي صلىاللهعليهوآله إنما هو دين إبراهيم عليهالسلام المبني على الاعتدال والتوحيد مرفوعا عنه ما في دين
اليهود من التشديد عليهم قبال ظلمهم.
وفي آخرها أمر
بالعدل في المعاقبة وندب إلى الصبر والاحتساب ، ووعد جميل بالنصرة والكفاية إن
اتقوا وأحسنوا.
قوله
تعالى : ( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً
مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً ) إلى آخر الآية ، الرغد من العيش هو الواسع الطيب.
هذا مثل ضربه
الله تعالى فوصف فيه قرية آتاها ما تحتاج إليه من نعم الحياة ، وأتم ذلك كله بنبي
بعثه إليهم يدعوهم إلى ما فيه صلاح دنياهم وأخراهم فكفروا بأنعمه وكذبوا رسوله
فبدل الله نعمته نقمة وعذبهم بما ظلموا بتكذيب رسوله ، وفي المثل
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 12 صفحه : 361