responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 12  صفحه : 345

تعالى ، وتفيد الآية حينئذ أن سلطانه على طائفتين : المشركين والذين يتولونه من الموحدين هذا : ولزوم اختلاف الضمائر يدفعه.

قوله تعالى : ( وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) إشارة إلى النسخ وحكمته ، وجواب عما اتهموه صلى‌الله‌عليه‌وآله به من الافتراء على الله ، والظاهر من سياق الآيات أن القائلين هم المشركون وإن كانت اليهود هم المتصلبين في نفي النسخ ومن المحتمل أن تكون الكلمة مما تلقفه المشركون من اليهود فكثيرا ما كانوا يراجعونهم في أمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

وقوله : ( وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ ) قال في المفردات الإبدال والتبديل والتبدل والاستبدال جعل شيء مكان آخر ، وهو أعم من العوض فإن العوض هو أن يصير لك الثاني بإعطاء الأول ، والتبديل قد يقال للتغيير مطلقا وإن لم يأت ببدله قال تعالى : ( فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ )إلى أن قال ـ وقال ـ تعالى : ( فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ )( وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ ) و ( بَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ )( ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ ) انتهى موضع الحاجة.

فالتبديل بمعنى التغيير يخالف التبديل بمعناه المعروف في أن مفعوله الأول هو المأخوذ والمطلوب بخلافه بالمعنى المعروف فمعنى قوله : ( وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ ) معناه وضعنا الآية الثانية مكان الأولى بالتغيير فكانت الثانية المبدلة هي الباقية المطلوبة.

وقوله : ( وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ ) كناية عن أن الحق لم يتعد مورده وأن الذين أنزله هو الحقيق بأن ينزل فإن الله أعلم به منهم ، والجملة حالية.

وقوله : ( قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ ) القول للمشركين يخاطبون النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ويتهمونه بأنه يفتري على الله الكذب فإن تبديل قول مكان قول ، والثبات على رأي ثم العدول عنه مما يتنزه عنه ساحة رب العزة.

وقد بالغوا في قولهم إذ لم يقولوا : افتريت في هذه التبديل والنسخ بل قالوا : ( إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ ) فقصروه صلى‌الله‌عليه‌وآله في الافتراء ، وأتوا بالجملة الاسمية وسموه مفتريا ، وقد بنوا ذلك على أن ما جاء به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من سنخ واحد وهو يسند الجميع إلى ربه ويقول : إنما أنا نذير فإذا كان مفتريا في واحد كان مفتريا في الجميع فليس إلا مفتريا.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 12  صفحه : 345
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست