responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 12  صفحه : 34

وقوله : ( وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ) كلام مبني على الترقي أي كل من تلبس بالتوكل فعليه أن يتوكل على الله سواء كان مؤمنا أو غير مؤمن إذ لا دليل غيره غير أن المتوكل بحقيقة التوكل لا يكون إلا مؤمنا فإنه مذعن أن الأمر كله لله فلا يسعه إلا أن يطيعه فيما يأمر وينتهي عما ينهى ويرضى بما رضي به ويسخط عما سخط عنه وهذا هو الإيمان.

قوله تعالى : ( وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا ) هذا تهديد منهم بعد ما عجزوا في مناظرتهم وخسروا في محاجتهم ، والخطاب في قولهم : ( لَنُخْرِجَنَّكُمْ ) إلخ للرسل والذين آمنوا معهم فما كانوا ليرضوا أن يعود الرسل في ملتهم ويبقى أتباعهم على دين التوحيد. على أن الله سبحانه صرح بذلك في قصص بعضهم كقوله في شعيب : ( قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا ) الأعراف : ٨٨.

وقوله : ( أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا ) عاد من الأفعال الناقصة بمعنى الصيرورة وهي الحيلولة من حال إلى حال سواء كان عليها سابقا أو لا ومن الدليل عليه ـ كما قيل ـ قوله : ( فِي مِلَّتِنا ) ولو كان بمعنى الرجوع إلى ما كان لتعين أن يقال : إلى ملتنا.

ومن هنا يظهر فساد ما قيل : إن ظاهر الآية أن الرسل كانوا قبل الرسالة في ملتهم فكلفهم الكفار أن يعودوا إلى ما كانوا عليه.

على أن خطابهم لم يكن للرسل خاصة بل لهم ولمن آمن بهم ممن كان على ملة الكفار من قبل فالخطاب لهم ولرسلهم بالعود إلى ملتهم على تقدير كون العود بمعنى الرجوع ، إنما هو من باب التغليب.

ومن لطيف الصناعة في الآية دخول لام القسم ونون التأكيد على طرفي الترديد : ( لنخرجنكم أو لتعودن ) مع أن أو للاستدراك وتفيد معنى الاستثناء ولا معنى لأن يقال : إلا أن تعودوا والله في ملتنا ، إلا أن عودهم لما كان بإجبار من الكفار كان في معنى الإعادة وعاد قوله : ( لَتَعُودُنَ ) طرف الترديد وصح دخول اللام والنون وآل المعنى إلى قولنا : والله لنخرجنكم من أرضنا أو نعيدنكم في ملتنا.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 12  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست