responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 12  صفحه : 320

قَبْلُ ) : إبراهيم : ٢٢.

قوله تعالى : ( وَأَلْقَوْا إِلَى اللهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ ) السلم الإسلام والاستسلام ، وكان في التعبير بإلقاء السلم إشارة إلى انضمام شيء من الخضوع والمقهورية بالقهر الإلهي إلى سلمهم.

وضمير ( أَلْقَوْا ) عائد إلى الذين أشركوا بقرينة قوله بعد ( وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ ) فالمراد أن المشركين يسلمون يوم القيامة لله وقد كانوا يدعون إلى الإسلام في الدنيا وهم يستكبرون.

وليس المراد بإلقاء السلم هذا يوم القيامة هو انكشاف الحقيقة وظهور الوحدانية وهو مدلول قوله في صفة يوم القيامة : ( وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ) النور : ٢٥ ، لأن العلم بثبوت شيء أمر ، والتسليم والإيمان بثبوته أمر آخر كما يظهر من قوله تعالى : ( وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ) النمل : ١٤.

ومجرد العلم بأن الله هو الحق لا يكفي في سعادة الإنسان بل تحتاج في تمامها إلى تسليمه والإيمان به بترتيب آثاره عليه ثم من التسليم والإيمان ما كان عن طوع واختيار ومنه ما كان عن كره واضطرار ، والذي ينفع في السعادة هو التسليم والإيمان عن اختيار وموطن الاختيار الدنيا التي هي دار العمل دون الآخرة التي هي دار الجزاء.

وهم لم يسلموا للحق ما داموا في الدنيا وإن أيقنوا به حتى إذا وردوا الدار الآخرة وأوقفوا موقف الحساب عاينوا أن الله هو الحق المبين ، وأن عذاب الشقاء أحاط بهم من كل جانب أسلموا للحق وهم مضطرون وليس ينفعهم ، وإلى هذا العلم والتسليم الاضطراري يشير قوله تعالى : ( يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ) النور : ٢٥ ، فصدر الآية يخبر عن إسلامهم لأنه الدين الحق ، قال تعالى : ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ ) آل عمران : ١٩ ، وذيل الآية عن انكشاف الحق لهم وظهور الحقيقة عليهم.

والآية المبحوث عنها أعني قوله : ( وَأَلْقَوْا إِلَى اللهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ ) صدرها يشير إلى إسلامهم وذيلها إلى كون ذاك الإسلام اضطراريا لا ينفعهم لأنهم كانوا يرون لله ألوهية ولشركائهم ألوهية فاختاروا تسليم شركائهم

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 12  صفحه : 320
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست