responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 12  صفحه : 313

وجود نفسه منه تعالى بل أن هذا المسبب يتوقف في أخذه الوجود منه تعالى إلى أخذ سببه الوجود منه تعالى قبل ذلك ، وقد تقدم بعض الكلام في توضيح ذلك من قريب.

وهذا معنى توحيد القرآن ، والدليل عليه من جهة لفظه أمثال قوله : ( أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ) الأعراف : ٥٤ ، وقوله : ( أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً ) البقرة : ١٦٥ ، وقوله : ( اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ) الزمر : ٦٢ ، وقوله : ( إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) النحل : ٧٧.

والدليل على ما قدمناه في معنى النفي والإثبات في الآية قوله تعالى : ( مُسَخَّراتٍ ) فإن التسخير إنما يتحقق بقهر أحد السببين الآخر في فعله على ما يريده السبب القاهر ففي لفظه دلالة على أن للمقهور نوعا من السببية.

وليس طيران الطائر في جو السماء بالحقيقة بأعجب من سكون الإنسان في الأرض فالجميع ينتهي إلى صنعه تعالى على حد سواء لكن ألفة الإنسان لبعض الأمور وكثرة عهده به توجب خمود قريحة البحث عنه فإذا صادف ما يخالف ما ألفه وكثر عهده به كالمستثنى من الكلية انتبه لذلك وانتزعت القريحة للبحث عنه والإنسان يرى الأجسام الأرضية الثقيلة معتمدة على الأرض مجذوبة إليها فإذا وجد الطير مثلا تنقض كلية هذا الحكم بطيرانها تعجب منه وانبسط للبحث عنه والحصول على علته ، وللحق نصيب من هذا البحث وهذا هو أحد الأسباب في أخذ هذا النوع من الأمور في القرآن مواد للاحتجاج.

وقوله : ( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) أي في كونها مسخرات في جو السماء فإن للطير وهو في الجو دفيفا وصفيفا وبسطا لأجنحتها وقبضا وسكونا وانتقالا وصعودا ونزولا وهي جميعا آيات لقوم يؤمنون كما ذكره الله.

قوله تعالى : ( وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً ) إلى آخر الآية ، في المفردات : البيت مأوى الإنسان بالليل لأنه يقال : بات أقام بالليل كما يقال : ظل بالنهار. ثم قد يقال : للمسكن بيت من غير اعتبار الليل فيه ، وجمعه أبيات وبيوت لكن البيوت بالمسكن أخص والأبيات بالشعر ، قال : ويقع ذلك على المتخذ من حجر ومدر وصوف ووبر. انتهى موضع الحاجة.

والسكن ما يسكن إليه ، والظعن الارتحال وهو خلاف الإقامة ، والصوف

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 12  صفحه : 313
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست