responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 12  صفحه : 298

هلاك الإنسانية.

قوله تعالى : ( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ شَيْئاً وَلا يَسْتَطِيعُونَ ) عطف على موضع الجملة السابقة والمعنى يكفرون بنعمة الله ويعبدون من دون الله ما لا يملك إلخ.

وقد ذكروا أن ( رِزْقاً ) مصدر و ( شَيْئاً ) مفعوله والمعنى لا يملك لهم أن يرزق شيئا وقيل : الرزق بمعنى المرزوق و ( شَيْئاً ) بدل منه ، وقيل : إن ( شَيْئاً ) مفعول مطلق والتقدير : لا يملك شيئا من الملك. وخير الوجوه أوسطها.

ويمكن أن يقال : ( مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ شَيْئاً ) بدل من ( رِزْقاً ) وهو من بدل الكل من البعض يفيد معنى الإضراب والترقي ، والمعنى ويعبدون ما لا يملك لهم رزقا بل لا يملك لهم في السماوات والأرض شيئا.

وقوله : ( وَلا يَسْتَطِيعُونَ ) أي ولا يستطيعون أن يملكوا رزقا وشيئا ويمكن أن يكون منسي المتعلق جاريا مجرى اللازم أي ولا استطاعة لهم أصلا.

وقد اجتمع في الآية رعاية الاعتبارين في الأصنام فإنها من جهة أنها معمولة من حجر أو خشب أو ذهب أو فضة غير عاقلة وبهذا الاعتبار قيل : ( ما لا يَمْلِكُ ) إلخ ، ومن جهة أنهم يعدونها آلهة دون الله ويعبدونها والعبادة لا تكون إلا لعاقل منسلكة ـ على زعمهم ـ في سلك العقلاء ، وبهذا الاعتبار قيل : ( وَلا يَسْتَطِيعُونَ ).

وفي الآية رجوع إلى التخلص لبيان الغرض من تعداد النعم وهو التوحيد وإثبات النبوة بمعنى التشريع والمعاد يجري ذلك إلى تمام أربع آيات ينهى في أولاها عن ضربهم الأمثال لله سبحانه ، ويضرب في الثانية مثلا تبين به وحدانيته تعالى في ربوبيته ، وفي الثالثة مثلا يتبين به أمر النبوة والتشريع ، ويتعرض في الرابعة لأمر المعاد.

قوله تعالى : ( فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثالَ إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) الظاهر السابق إلى الذهن أن المراد بضرب الأمثال التوصيف المصطلح عليه بالاستعارة التمثيلية وهي إجراء الأوصاف عليه تعالى بضرب من التشبيه كقولهم : إن له بنات كالإنسان ، وإن الملائكة بناته ، وإن بينه وبين الجنة نسبا وصهرا ، وإنه كيف يحيي العظام وهي

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 12  صفحه : 298
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست