responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 12  صفحه : 292

على أن ما في الآية من لفظ السكر غير مقيد بكونه نبيذا أو خمرا ولا قليلا لا يبلغ حد الإسكار ولا غيره فلو كان اتخاذ السكر متعلقا للامتنان الدال على الجواز لكانت الآية صريحة في حلية الجميع ثم لم يقبل النسخ أصلا فإن لسان الامتنان لا يقبل أمدا يرتفع بعده ، كيف يجوز أن يعد الله شيئا من نعمه ويمتن على الناس به ثم يعده بعد برهة رجسا ومن عمل الشيطان كما في آية المائدة إلا بالبداء بمعناه المستحيل عليه تعالى.

ثم ختم سبحانه الآية بقوله : ( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) حثا على التعقل والإمعان في أمر النبات وثمراته.

قوله تعالى : ( وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً ) إلى آخر الآيتين ، الوحي ـ كما قال الراغب ـ الإشارة السريعة وذلك يكون بالكلام على سبيل الرمز أو بصوت مجرد عن التركيب أو بإشارة ونحوها ، والمحصل من موارد استعماله أنه إلقاء المعنى بنحو يخفى على غير من قصد إفهامه فالإلهام بإلقاء المعنى في فهم الحيوان من طريق الغريزة من الوحي وكذا ورود المعنى في النفس من طريق الرؤيا أو من طريق الوسوسة أو بالإشارة كل ذلك من الوحي ، وقد استعمل في كلامه تعالى في كل من هذه المعاني كقوله : ( وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ) الآية ، وقوله : ( وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى ) القصص : ٧ ، وقوله : ( إِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ ) الأنعام : ١٢١ ، وقوله : ( فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ) : مريم : ١١ ، ومن الوحي التكليم الإلهي لأنبيائه ورسله ، قال تعالى : ( وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً ) الشورى : ٥١ ، وقد قرر الأدب الديني في الإسلام أن لا يطلق الوحي على غير ما عند الأنبياء والرسل من التكليم الإلهي.

قال في المجمع : والذلل جمع الذلول ، يقال : دابة ذلول بين الذل ورجل ذلول بين الذل والذلة. انتهى.

وقوله : ( وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ) أي ألهمه من طريق غريزته التي أودعها في بنيته ، وأمر النحل وهو زنبور العسل في حياته الاجتماعية وسيرته وصنعته لعجيب ، ولعل بداعة أمره هو الموجب لصرف الخطاب عنهم إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ قال : ( وَأَوْحى رَبُّكَ ).

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 12  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست