responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 12  صفحه : 290

والعرب ربما يضمر ما الموصولة كثيرا ، ومنه قوله تعالى : ( وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً ) الدهر : ٢٠ ، والتقدير رأيت ما ثم ، أو التقدير ومن ثمرات النخيل والأعناب شيء تتخذون منه ، بناء على عدم جواز حذف الموصول وإبقاء الصلة على ما ذهب إليه البصريون من النحاة.

وإما جملة فعلية معطوفة على قوله : ( أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ) ، كما في الآية التالية : ( وَأَوْحى رَبُّكَ ) والتقدير خلق لكم أو آتاكم من ثمرات النخيل والأعناب ، وقوله : ( تَتَّخِذُونَ مِنْهُ ) إلخ ، بدل منه أو استئناف كأن قائلا يقول : ما ذا نستفيد منه فقيل : ( تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً ) ، وإفراد ضمير ( مِنْهُ ) بتأويل المذكور كقوله : ( مِمَّا فِي بُطُونِهِ ) في الآية السابقة.

وقوله : ( تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً ) أي تتخذون مما ذكر من ثمرات النخيل والأعناب ما هو مسكر كالخمر بأنواعها ( وَرِزْقاً حَسَناً ) كالتمر والزبيب والدبس وغير ذلك مما يقتات به.

ولا دلالة في الآية على إباحة استعمال السكر ولا على تحسين استعماله إن لم تدل على نوع من تقبيحه من جهة مقابلته بالرزق الحسن وإنما الآية تعد ما ينتفعون به من ثمرات النخيل والأعناب وهي مكية تخاطب المشركين وتدعوهم إلى التوحيد.

وعلى هذا فالآية لا تتضمن حكما تكليفيا حتى تكون منسوخة أو غير منسوخة وبه يظهر فساد القول بكونها منسوخة بآية المائدة كما نسب إلى قتادة.

وقد أغرب صاحب روح المعاني إذ قال : وتفسير السكر بالخمر هو المروي عن ابن مسعود وابن عمر ، وأبي رزين والحسن ومجاهد والشعبي والنخعي وابن أبي ليلى وأبي ثور والكلبي وابن جبير مع خلق آخرين ، والآية نزلت في مكة والخمر إذ ذاك كانت حلالا يشربها البر والفاجر ، وتحريمها إنما كان بالمدينة اتفاقا ، واختلفوا في أنه قبل أحد أو بعدها والآية المحرمة لها : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ ) ، على ما ذهب إليه جمع فما هنا منسوخ بها وروى ذلك غير واحد ممن تقدم كالنخعي وأبي ثور وابن جبير.

وقيل : نزلت قبل ولا نسخ بناء على ما روي عن ابن عباس أن السكر هو الخل

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 12  صفحه : 290
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست