نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 12 صفحه : 282
والأجوبة
الثلاثة غير تامة جميعا : أما الأول : فإن اختصاص الناس بالظالمين يوجب اختصاص
الهلاك بهم كما ادعي فلا يعم الهلاك المعصومين ، ولا موجب حينئذ لهلاك سائر الدواب
المخلوقة للإنسان فلا يستقيم قوله : ( ما تَرَكَ عَلَيْها
مِنْ دَابَّةٍ ) كما لا يخفى.
وأما الثاني :
فلأن الآيات بما لها من السياق تبحث عن الظلم بمعنى الشرك وسائر المعاصي المولوية
فتعميم الظلم في الآية لترك الأولى وخاصة بالنظر إلى ذيل الآية ( وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ) الظاهر في الإيعاد لا يلائم السياق.
وأما الثالث :
فلعدم دليل من جهة اللفظ على ما ذكر فيه.
وقوله : ( وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى
فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ )استدراك عن مقدر يدل عليه الجملة الشرطية في صدر الآية
والتقدير : فلا يعاجل في مؤاخذتهم ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى والأجل المسمى بالنسبة
إلى الفرد من الإنسان موته المحتوم ، وبالنسبة إلى الأمة يوم انقراضها وبالنسبة
إلى عامة البشر نفخ الصور وقيام الساعة ، ولكل منها ذكر في كلامه تعالى قال : ( وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ
وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّى ) المؤمن : ٦٧ وقال : ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ
أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ) الأعراف : ٣٤ وقال : ( وَلَوْ لا كَلِمَةٌ
سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ) الشورى : ١٤.
قوله
تعالى : ( وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ما يَكْرَهُونَ
وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى ) إلى آخر الآية ، عود إلى نسبة المشركين إليه تعالى
البنات واختيارهم لأنفسهم البنين وهم يكرهون البنات ويحبون البنين ويستحسنونهم.
فقوله : ( وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ما يَكْرَهُونَ ) يعني البنات وقوله : ( وَتَصِفُ
أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ ) أي تخبر ألسنتهم الخبر الكاذب وهو ( أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى ) أي العاقبة الحسنى من الحياة وهي أن يخلفهم البنون ،
وقيل المراد بالحسنى الجنة على تقدير صحة البعث وصدق الأنبياء فيما يخبرون به كما
حكاه عنهم في قوله : ( وَلَئِنْ أَذَقْناهُ
رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هذا لِي وَما
أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ
لَلْحُسْنى ) حم السجدة : ٥٠ وهذا الوجه لا بأس به لو لا ذيل الآية بما سيجيء
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 12 صفحه : 282