responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 12  صفحه : 278

من الأعمال التي توصله إلى ما فيه سعادة حياته وترك العمل بها وهو الذي يتضمنه الدين الحق من أحكام الفطرة.

ومن المعلوم أن الطبع الإنساني لا رادع له عن اقتراف العمل السيئ إلا أليم المؤاخذة وشديد العقاب وإذعانه بإيقاعه وإنجازه ، وأما الذم فإنه يتبدل مدحا إذا شاع الفعل وخرج بذلك عن كونه منكرا غير معروف.

ومن هنا يظهر أن الإيمان بالآخرة والإذعان بالحساب والجزاء هو الأصل الوحيد الذي يضمن حفظ الإنسان عن اقتراف الأعمال السيئة ويجيره من لحوق أي ذم وخزي وهو المنشأ الذي يقوم أعمال الإنسان تقويما يحمله على ملازمة طريق السعادة ، ولا يؤثر أثره أي شيء آخر من المعارف الأصلية حتى التوحيد الذي إليه ينتهي كل أصل.

وإلى ذلك يشير قوله تعالى : ( وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ ) : ص : ٢٦.

فعدم الإيمان بالآخرة واستخفاف أمر الحساب والجزاء هو مصدر كل عمل سيئ ومورده ، وبالمقابلة الإيمان بالآخرة هو منشأ كل حسنة ومنبع كل خير وبركة.

فكل مثل سوء وصفة قبح يلزم الإنسان ويلحقه فإنما يأتيه من قبل نسيان الآخرة كما أن كل مثل حسن وصفة حمد بالعكس من ذلك.

وبما تقدم يظهر النكتة في قوله : ( لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ ) فقد كان يصفهم في الآيات السابقة بالشرك فلما أراد بيان أن لهم مثل السوء بدل ذلك من وصفهم بعدم إيمانهم بالآخرة.

فالذين لا يؤمنون بالآخرة هم الأصل في عروض كل مثل سوء وصفة قبح فإن ملاكه وهو إنكار الآخرة نعتهم اللازم لهم. ولو لحق بعض المؤمنين بالآخرة شيء من مثل السوء فإنما يلحقه لنسيان ما ليوم الحساب والمنكرون هم الأصل في ذلك.

هذا في صفات السوء التي يستقبحها العقل ويذمها وهناك صفات سوء لا يستقبحها العقل وإنما يكرهها الطبع كالأنوثة عند قوم وإيلاد البنات عند آخرين والفقر المالي والمرض وكالموت والفناء والعجز والجهل تشترك بين المؤمن والكافر وصفات أخرى تحليلية كالفقر والحاجة والنقص والعدم والإمكان لا تختص بالإنسان بل هي مشتركة

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 12  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست