responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 12  صفحه : 269

مسوقة في مقام المدح وأما غيرهم فلا تعرض للآية لهم إثباتا ونفيا وسيأتي تفصيل القول في الملائكة في موضع يليق به إن شاء الله.

قوله تعالى : ( وَقالَ اللهُ لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ) الرهبة الخوف وتقابل الرغبة كما أن الخوف يقابل به الرجاء.

والكلام معطوف على قوله : ( وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ) وقيل : معطوف على قوله : ( وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ ) وقيل : على قوله : ( ما خَلَقَ اللهُ ) على طريقة قوله : ( علفتها تبنا وماء باردا ) أي وسقيتها ماء باردا ، والتقدير في الآية أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء وأ لم يسمعوا إلى ما قال الله ( لا تَتَّخِذُوا ) إلخ؟ والأول هو الوجه.

وقوله : ( لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ ) أريد به ـ والله أعلم ـ النهي عن التعدي عن الإله الواحد باتخاذ غيره معه فيشمل الاثنين وما فوقه من العدد ويؤيده تأكيده بقوله : ( إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ ) و ( اثْنَيْنِ ) صفة ( إِلهَيْنِ ) كما أن ( واحِدٌ ) صفة ( إِلهٌ ) جيء بهما للإيضاح والتبيين.

وبعبارة أخرى العناية متعلقة بالنهي عن اتخاذ غيره معه سواء كان واحدا أو أكثر من واحد لكن لما كان كل عدد اختاروه في الإله فوق الاثنين يجب أن يسلكوا إليه من الاثنين إذ لا يتحقق عدد هو فوق الاثنين إلا بعد تحقق الاثنين نهى عن اتخاذ الاثنين واكتفى به عن النهي عن كل عدد فوق الواحد.

ويمكن أن يكون اعتبار الاثنين نظرا إلى ما عليه دأبهم وسنتهم فإنهم يعتقدون من الإله بإله الصنع والإيجاد وهو الذي له الخلق فحسب وهو إله الآلهة وموجد الكل ، وبإله العبادة وهو الذي له الربوبية والتدبير ، وهذا المعنى أنسب بما يتلوه من الجمل.

وعلى هذا فالمعنى ( لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ ) : إله الخلق وإله التدبير الذي له العبادة إنما هو أي الإله إله واحد له الخلق والتدبير جميعا لأن كل تدبير ينتهي إلى الإيجاد ، وإذ كنت أنا الخالق الموجد فأنا المدبر الذي تجب عبادته فإياي فارهبون وإياي فاعبدون.

ومن هنا يظهر وجه تفرع قوله : ( فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ) على ما تقدمه وأنه من لطيف الاستدلال ، والجملة تفيد الحصر بتقديم المفعول على سبيل الاشتغال ، والقصر

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 12  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست