responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 12  صفحه : 258

ما يقتنيه من المعرفة وهو كالحفظ إلا أن الحفظ يقال اعتبارا بإحرازه والذكر يقال اعتبارا باستحضاره ، وتارة يقال لحضور الشيء في القلب أو القول ولذلك قيل : الذكر ذكران : ذكر بالقلب ، وذكر باللسان ، وكل واحد منهما ضربان : ذكر عن نسيان وذكر لا عن نسيان بل عن إدامة الحفظ ، انتهى موضع الحاجة.

والظاهر أن الأصل فيه ما هو للقلب وإنما يسمى اللفظ ذكرا اعتبارا بإفادته المعنى وإلقائه إياه في الذهن ، وعلى هذا المعنى جرى استعماله في القرآن غير أن مورده فيه ذكر الله تعالى فالذكر إذا أطلق فيه ولم يتقيد بشيء هو ذكره.

وبهذه العناية أيضا سمي القرآن وحي النبوة والكتب المنزلة على الأنبياء ذكرا ، والآيات في ذلك كثيرة لا حاجة إلى إيرادها في هذا الموضع. وقد سمى الله سبحانه في الآية التالية القرآن ذكرا.

فالقرآن الكريم ذكر كما أن كتاب نوح وصحف إبراهيم وتوراة موسى وزبور داود وإنجيل عيسى عليه‌السلام ـ وهي الكتب السماوية المذكورة في القرآن ـ كلها ذكر ، وأهلها المتعاطون لها المؤمنين بها أهل الذكر.

ولما كان أهل الشيء وخاصته أعرف بحاله وأبصر بأخباره كان على من يريد التبصر في أمره أن يرجع إلى أهله ، وأهل الكتب السماوية القائمون على دراستها وتعلمها والعمل بشرائعها هم أهل الخبرة بها والعالمون بأخبار الأنبياء الجائين بها فعلى من أراد الاطلاع على شيء من أمرهم أن يراجعهم ويسألهم.

لكن المشركين المخاطبين بمثل قوله : ( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ ) لما كانوا لا يسلمون للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله النبوة ولا يصدقونه في دعواه ويستهزءون بالقرآن ذي الذكر كما يذكره تعالى في قوله : ( وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ) الحجر : ٦ لم ينطبق قوله : ( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ ) بحسب المورد إلا على أهل التوراة ، وخاصة من حيث كونهم أعداء للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله رادين لنبوته وكانت نفوس المشركين طيبة بهم لذلك ، وقد قالوا في المشركين : ( هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً ) النساء : ٥١.

وقال بعضهم : المراد بأهل الذكر أهل العلم بأخبار من مضى من الأمم سواء أكانوا مؤمنين أم كفارا؟ وسمي العلم ذكرا لأن العلم بالمدلول يحصل غالبا من تذكر الدليل فهو من

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 12  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست