الآيات تشتمل
على ذكر نبذة من نعم الله ونقمه في أيامه وظاهر سياق الآيات أنها من كلام موسى عليهالسلام غير قوله تعالى : ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ
) الآية فهي حكاية قول موسى يذكر فيها قومه ببعض أيام
الله سبحانه على ما يقتضيه عزته المطلقة من إنزال النعم والنقم ، ووضع كل في موضعه
الذي يليق به حسب ما اقتضته حكمته البالغة.
قوله
تعالى : ( وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا
نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ ) إلى آخر الآية ، السوم على ما ذكره الراغب بمعنى الذهاب في ابتغاء الشيء فهو
لفظ لمعنى يتركب من الذهاب والابتغاء فكأنه في الآية بمعنى إذاقة العذاب ،
والاستحياء استبقاء الحياة.
والمعنى واذكر
أيها الرسول لزيادة التثبت في أن الله عزيز حميد إذ قال موسى لقومه وهم بنو
إسرائيل : اذكروا نعمة الله عليكم يوم أنجاكم من آل فرعون وخاصة من القبط والحال
أنهم مستمرون على إذاقتكم سوء العذاب ويكثرون ذبح الذكور من أولادكم وعلى استبقاء
حياة نسائكم للاسترقاق ، وفي ذلكم بلاء ومحنة من ربكم عظيم.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 12 صفحه : 21