الغالب على
الظن ـ إذا تدبرنا السورة ـ أن صدر السورة مما نزلت في أواخر عهد النبي صلىاللهعليهوآله بمكة قبيل الهجرة ، وهي أربعون آية يذكر الله سبحانه في
شطر منها أنواع نعمه السماوية والأرضية مما تقوم به حياة الإنسان وينتفع به في
معاشه نظاما متقنا وتدبيرا متصلا يدل على وحدانيته تعالى في ربوبيته.
ويحتج في شطر
آخر على بطلان مزاعم المشركين وخيبة مساعيهم وأنه سيجازيهم كما جازى أمثالهم من
الأمم الماضية وسيفصل القضاء بينهم يوم القيامة.
وقد افتتح
سبحانه هذه الآيات بقوله : ( أَتى أَمْرُ اللهِ
فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) مفرعا آيات الاحتجاج على ما فيه من التنزيه والتسبيح
ومن ذلك يعلم أن عمدة الغرض في صدر السورة الإنباء بإشراف الأمر الإلهي ودنوه منهم
وقرب
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 12 صفحه : 202