responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 12  صفحه : 191

قوله تعالى : ( وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) السبع المثاني هي سورة الحمد على ما فسر في عدة من الروايات المأثورة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأئمة أهل البيت عليه‌السلام فلا يصغي إلى ما ذكره بعضهم : أنها السبع الطوال ، وما ذكره بعض آخر أنها الحواميم السبع ، وما قيل : إنها سبع صحف من الصحف النازلة على الأنبياء ، فلا دليل على شيء منها من لفظ الكتاب ولا من جهة السنة.

وقد كثر اختلافهم في قوله : ( مِنَ الْمَثانِي ) من جهة كون ( مِنَ ) للتبعيض أو للتبيين وفي كيفية اشتقاق لفظة المثاني ووجه تسميتها بالمثاني.

والذي ينبغي أن يقال ـ والله أعلم ـ أن ( مِنَ ) للتبعيض فإنه سبحانه سمى جميع آيات كتابه مثاني إذ قال : ( كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ) الزمر : ٢٣ وآيات سورة الحمد من جملتها فهي بعض المثاني لا كلها.

والظاهر أن المثاني جمع مثنية اسم مفعول من الثني بمعنى اللوي والعطف والإعادة قال تعالى ( يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ ) هود : ٥ وسميت الآيات القرآنية مثاني لأن بعضها يوضح حال البعض ويلوي وينعطف عليه كما يشعر به قوله : ( كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ ) حيث جمع بين كون الكتاب متشابها يشبه بعض آياته بعضا وبين كون آياته مثاني ، وفي كلام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : في صفة القرآن : ( يصدق بعضه بعضا ) وعن علي عليه‌السلام : فيه : ( ينطق بعضه ببعض ويشهد بعضه على بعض ) أو هي جمع مثنى بمعنى التكرير والإعادة كناية عن بيان بعض الآيات ببعض.

ولعل في ذلك كفاية وغنى عما ذكروه من مختلف المعاني كما في الكشاف وحواشيه والمجمع وروح المعاني وغيرها كقولهم : إنها من التثنية أو الثني بمعنى التكرير والإعادة سميت آيات القرآن مثاني لتكرر المعاني فيها ، وكقولهم : سميت الفاتحة مثاني لوجوب قراءتها في كل صلاة مرتين أو لأنها تثنى في كل ركعة بما يقرأ بعدها من القرآن ، أو لأن كثيرا من كلماتها مكررة كالرحمن والرحيم وإياك والصراط وعليهم ، أو لأنها نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة أو لما فيها من الثناء على الله ، أو لأن الله استثناها وادخرها لهذه الأمة ولم ينزلها على الأمم الماضين كما في الرواية ، إلى غير ذلك من الوجوه المذكورة في التفاسير.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 12  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست