نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 12 صفحه : 103
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن أصحاب الكبائر من موحدي الأمم ـ كلها الذين ماتوا
على كبائرهم ـ غير نادمين ولا تائبين من دخل منهم جهنم لا تزرق أعينهم ، ولا تسود
وجوههم ، ولا يقرنون بالشياطين ولا يغلون بالسلاسل ، ولا يجرعون الحميم ، ولا
يلبسون القطران ـ حرم الله أجسادهم على الخلود من أجل التوحيد ، وصورهم على النار
من أجل السجود ـ.
فمنهم من تأخذه
النار إلى قدميه ، ومنهم من تأخذه النار إلى عقبيه ، ومنهم من تأخذه النار إلى
فخذيه ، ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته ، ومنهم من تأخذه النار إلى عنقه ـ على
قدر ذنوبهم وأعمالهم ، ومنهم من يمكث فيها شهرا ثم يخرج منها ، ومنهم من يمكث فيها
سنة ثم يخرج منها ، وأطولهم فيها مكثا بقدر الدنيا منذ يوم خلقت إلى أن تفنى.
فإذا أراد الله
أن يخرجهم منها ـ قالت اليهود والنصارى ومن في النار ـ من أهل الأديان والأوثان
لمن في النار من أهل التوحيد : آمنتم بالله وكتبه ورسله فنحن وأنتم اليوم في النار
سواء ـ فيغضب الله لهم غضبا لم يغضبه لشيء فيما مضى ـ فيخرجهم إلى عين بين الجنة
والصراط ـ فينبتون فيها نبات الطراثيث في حميل السيل ـ ثم يدخلون الجنة مكتوب في
جباههم : هؤلاء الجهنميون عتقاء الرحمن ـ فيمكثون في الجنة ما شاء الله أن يمكثوا
ـ.
ثم يسألون الله
تعالى أن يمحو ذلك الاسم عنهم ـ فيبعث الله ملكا فيمحوه ـ ثم يبعث الله ملائكة
معهم مسامير من نار ـ فيطبقونها على من بقي فيها يسمرونها بتلك المسامير ـ فينساهم
الله على عرشه ، ويشتغل عنهم أهل الجنة بنعيمهم ولذاتهم ، وذلك قوله : ( رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ
كانُوا مُسْلِمِينَ ).
أقول : الطرثوث نبت وحميل السيل غثاؤه ، وقد روي من طرق الشيعة ما يقرب
من الحديث مضمونا.
وفيه ، أخرج
أحمد وابن مردويه عن أبي سعيد : أن رسول الله صلىاللهعليهوآله غرس عودا بين يديه وآخر إلى جنبه وآخر بعده. قال : أتدرون
ما هذا؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : فإن هذا الإنسان وهذا أجله وهذا أمله ـ فيتعاطى
الأمل فيختلجه الأجل دون ذلك.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 12 صفحه : 103