نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 11 صفحه : 70
قول الله : « وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا
لِيَعْبُدُونِ » قال : خلقهم للعبادة. قال : قلت : قوله : « وَلا يَزالُونَ
مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ » قال : نزلت هذه بعد تلك.
أقول
: يشير إلى كون الآية الثانية أعني قوله
: « إِلَّا
مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ »
لكونها خاصة ناسخة للآية الأولى العامة ، وقد تقدم في الكلام على النسخ أنه في
عرفهم عليهالسلام
أعم مما اصطلح عليه علماء الأصول ، والآيات الخاصة التكوينية ظاهرة في حكمها على
الآيات العامة فإن العوامل والأسباب الخاصة أنفذ حكما من العامة فافهمه.
الآيات تلخص
للنبي صلىاللهعليهوآله القول في غرض السورة المسرودة له آياتها ، وتنبئه أن
السورة تبين له حق القول في المبدأ والمعاد وسنة الله الجارية في عباده فهي
بالنسبة إلى النبي صلىاللهعليهوآله تعليم للحق ، وبالنسبة إلى المؤمنين موعظة
وذكرى ، وبالنسبة إلى الكافرين المستنكفين عن الإيمان قطع خصام ، فقل لهم آخر ما
تحاجهم : اعملوا بما ترون ونحن عاملون بما نراه ، وننتظر جميعا صدق ما قص الله
علينا من سنته الجارية في خلقه من إسعاد المصلحين وإشقاء المفسدين ، وتختم بأمره صلىاللهعليهوآله بعبادته والتوكل عليه لأن الأمر كله إليه.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 11 صفحه : 70