عود ثان إلى
قول الكفار : « لَوْ لا
أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ » نراها فنهتدي بها ونعدل بذلك عن الشرك إلى الإيمان
ويجيب تعالى عنه بأن الهدى والضلال ليس شيء منهما إلى ما ينزل من آية بل إن ذلك
إليه تعالى يضل من يشاء ويهدي من يشاء وقد جرت السنة الإلهية على هداية من أناب
إليه وكان له قلب يطمئن إلى ذكره وأولئك لهم حسن المآب وعقبى الدار. وإضلال من كفر
بآياته الواضحة وأولئك لهم عذاب في الدنيا ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من دون الله
من واق.
وأن الله أنزل
عليهم آية معجزة مثل القرآن لو أمكنت هداية أحد من غير مشية الله لكانت به لكن
الأمر إلى الله وهو سبحانه لا يريد هداية من كتب عليهم الضلال من أهل الكفر والمكر
ومن يضلل الله فما له من هاد.
قوله
تعالى : « وَيَقُولُ الَّذِينَ
كَفَرُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللهَ يُضِلُّ
مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنابَ » عود إلى قول الكفار « لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ
» وإنما أرادوا
به أنه لو أنزل على النبي صلىاللهعليهوآله آية من ربه لاهتدوا به واستجابوا له وهم لا يعدون
القرآن النازل إليه آية.
والدليل على
إرادتهم هذا المعنى قوله بعده : «
قُلْ إِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ » إلخ
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 11 صفحه : 352