responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 11  صفحه : 319

من الدعاء إلا صورته الخالية من المعنى واسمه من غير مسمى فهؤلاء المدعوون من دون الله لا يستجيبون للذين يدعونهم بشيء ولا يقضون حاجتهم إلا كما يستجاب لباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه ويقضي حاجته أي لا يحصل لهم إلا صورة الدعاء كما لا يحصل لذلك الباسط إلا صورة الطلب ببسط الكفين.

ومن هنا يعلم أن هذا الاستثناء « إِلَّا كَباسِطِ كَفَّيْهِ » إلخ ، لا ينتقض به عموم النفي في المستثنى منه ولا يتضمن إلا صورة الاستثناء فهو يفيد تقوية الحكم في جانب المستثنى منه فإن مفاده أن الذين يدعون من دون الله لا يستجاب لهم إلا كما يستجاب لباسط كفيه إلى الماء ولن يستجاب له ، وبعبارة أخرى لن ينالوا بدعائهم إلا أن لا ينالوا شيئا أي لن ينالوا شيئا البتة.

وهذا من لطيف كلامه تعالى ويناظر من وجه قوله تعالى الآتي : « قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرًّا » وآكد منه كما سيجيء إن شاء الله.

وقد تبين بما تقدم :

أولا : أن قوله : « دَعْوَةُ الْحَقِ » المراد به حق الدعاء وهو الذي يستجاب ولا يرد البتة ، وأما قول بعضهم : إن المراد كلمة الإخلاص شهادة أن لا إله إلا الله فلا شاهد عليه من جهة السياق.

وثانيا : أن تقدير قوله « وَالَّذِينَ يَدْعُونَ » إلخ بإظهار الضمائر : الذين يدعوهم المشركون من دون الله لا يستجيب أولئك المدعوون للمشركين بشيء.

وثالثا : أن الاستثناء من قوله : « لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ » وفي الكلام حذف وإيجاز والمعنى : لا يستجيبون لهم بشيء ولا ينيلونهم شيئا إلا كما يستجاب لباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وينال من بسطه ، ولعل الاستجابة مضمن معنى النيل ونحوه.

ثم أكد سبحانه الكلام بقوله : « وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ » مع ما فيه من الإشارة إلى حقيقة أصيلة أخرى وهي أنه لا غرض لدعاء إلا الله سبحانه فإنه العليم القدير والغني ذو الرحمة فلا طريق له إلا طريق التوجه إليه تعالى فمن دعا غيره وجعله الهدف لدعائه فقد الارتباط بالغرض والغاية وخرج بذلك عن الطريق فضل دعاؤه فإن الضلال هو الخروج عن الطريق وسلوك ما لا يوصل إلى المطلوب.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 11  صفحه : 319
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست