نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 11 صفحه : 228
العزيز ، وكلموا العزيز في ذلك أن يأخذ أي من شاء منهم ، ويخلي عن سبيل
أخيهم المتهم ليرجعوه إلى أبيه.
ومعنى الآية
ظاهر ، وفي اللفظ ترقيق واسترحام وإثارة لصفة الفتوة والإحسان من العزيز.
قوله
تعالى : « قالَ مَعاذَ اللهِ أَنْ
نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ إِنَّا إِذاً لَظالِمُونَ » رد منه عليهالسلام لسؤالهم أن يأخذ أحدهم مكانه ومعنى الآية ظاهر.
قوله
تعالى : « فَلَمَّا
اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا » إلى آخر الآية قال في المجمع ، : اليأس قطع الطمع من الأمر يقال يئس ييأس وأيس يأيس لغة ،
واستفعل مثل استيأس واستأيس. قال : ويئس واستيأس بمعنى مثل سخر واستسخر وعجب
واستعجب.
والنجي القوم
يتناجون الواحد والجمع فيه سواء قال سبحانه : « وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا » وإنما جاز ذلك لأنه مصدر وصف به ، والمناجاة المسارة
وأصله من النجوة هو المرتفع من الأرض فإنه رفع السر من كل واحد إلى صاحبه في خفية
، والنجوى يكون اسما ومصدرا قال سبحانه : « وَإِذْ هُمْ نَجْوى » أي يتناجون ، وقال في المصدر : « إِنَّمَا النَّجْوى
مِنَ الشَّيْطانِ » وجمع النجي أنجية قال : وبرح الرجل براحا إذا تنحى عن موضعه. انتهى.
والضمير في
قوله : « فَلَمَّا
اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ » ليوسف ويمكن أن يكون لأخيه والمعنى « فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا » أي إخوة يوسف « مِنْهُ » أي من يوسف أن يخلي عن سبيل أخيه ولو بأخذ أحدهم بدلا
منه « خَلَصُوا » وخرجوا من بين الناس إلى فراغ « نَجِيًّا » يتناجون في أمرهم أيرجعون إلى أبيهم وقد أخذ منهم
موثقا من الله أن يعيدوا أخاهم إليه أم يقيمون هناك ولا فائدة في إقامتهم؟ ما ذا
يصنعون؟.
« قالَ كَبِيرُهُمْ » مخاطبا لسائرهم « أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَباكُمْ قَدْ أَخَذَ
عَلَيْكُمْ مَوْثِقاً مِنَ اللهِ » ألا ترجعوا من سفركم هذا إليه إلا بأخيكم ، « وَمِنْ قَبْلُ » هذه الواقعة « ما فَرَّطْتُمْ » أي تفريطكم وتقصيركم « فِي » أمر «
يُوسُفَ » عهدتم أباكم
أن تحفظوه وتردوه إليه سالما فألقيتموه في الجب ثم بعتموه من السيارة ثم أخبرتم
أباكم أنه أكله الذئب.
« فَلَنْ أَبْرَحَ
الْأَرْضَ » أي فإذا كان الشأن هذا الشأن لن أتنحى ولن أفارق أرض
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 11 صفحه : 228