responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 11  صفحه : 215

متصف بصفات كريمة يؤمن معها أن يستغش عباده المتوكلين عليه المسلمين له أمورهم فإنه رءوف بعباده رحيم غفور ودود كريم حكيم عليم ويجمع الجميع أنه أرحم الراحمين على أنه لا يغلب في أمره لا يقهر في مشيته ، وأما الناس إذا أمنوا على أمر واطمأن إليهم في شيء فإنهم أسراء الأهواء وملاعب الهوسات النفسانية ربما أخذتهم كرامة النفس وشيمة الوفاء وصفة الرحمة فحفظوا ما في اختيارهم أن يحفظوه ولا يخونوه وربما خانوا ولم يحفظوا. على أنهم لا استقلال لهم في قدرة ولا استغناء لهم في قوة وإرادة.

وبالجملة مراده عليه‌السلام أن الاطمئنان إلى حفظ الله سبحانه خير من الاطمئنان إلى حفظ غيره لأنه تعالى أرحم الراحمين لا يخون عبده فيما أمنه عليه واطمأن فيه إليه بخلاف الناس فإنهم ربما لم يفوا لعهد الأمانة ولم يرحموا المؤتمن المتوسل بهم فخانوه ، ولذلك لما كلف بنيه ثانيا أن يؤتوه موثقا من الله قال : إن « تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِنَ اللهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحاطَ بِكُمْ »فاستثنى ما ليس في اختيارهم من الحفظ وهو حفظه إذا أحيط بهم فإنه فوق استطاعتهم ومقدرتهم وليسوا بمسئولين عنه ، وإنما سألهم الموثق في إتيانه فيما لا يخرج من اختيارهم كالقتل والنفي ونحو ذلك فافهم ذلك.

ومما تقدم يظهر أن في قوله عليه‌السلام : « وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ » نوع تعريض لهم وتلويح إلى أنهم لم يستوفوا الرحم ـ أو لم يرحموه أصلا ـ في أمر يوسف حين أمنهم عليه ، والآية على أي حال في معنى الرد لما سألوه.

قوله تعالى : « وَلَمَّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ وَجَدُوا بِضاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ » إلى آخر الآية. البغي هو الطلب ويستعمل كثيرا في الشر ومنه البغي بمعنى الظلم والبغي بمعنى الزنا ، وقال في المجمع ، : الميرة الأطعمة التي تحمل من بلد إلى بلد ويقال : مرتهم أميرهم ميرا : إذا أتيتهم بالميرة ، ومثله : امترتهم امتيارا. انتهى.

وقوله : « يا أَبانا ما نَبْغِي » استفهام أي لما فتحوا متاعهم ووجدوا بضاعتهم ردت إليهم وكان ذلك دليلا على إكرام العزيز لهم وأنه غير قاصد بهم سوءا وقد سلم إليهم الطعام ورد إليهم الثمن فكان ذهابهم إلى مصر للامتيار خير سفر نفعا ودرا راجعوا أباهم وقالوا : يا أبانا ما الذي نطلب من سفرنا إلى مصر وراء هذا؟ فقد أوفى لنا الكيل ورد إلينا ما بذلناه من البضاعة ثمنا.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 11  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست